لم يكن أهالي المخيّم الرقم 9 للنازحين السوريين، في بلدة بحنين في المنية، يدركون أن ليلة السبت الماضي هي الأخيرة لهم في المخيم الذي كان يحوي كل أغراضهم و«تحويشة» العمر... وذلك فقط بسبب إشكال فردي!
فجأة، وبلا سابق إنذار، اندلع إشكال أدى إلى احتراق قرابة المئة خيمة، تضم أكثر من 150 عائلة، غالبيتهم من العمّال السوريين، معظمهم يسكن المنطقة منذ ما قبل اندلاع الأزمة السورية. عند الساعة الـ 8 من مساء أمس، وقع الإشكال بين عدد من الشبان من أبناء البلدة وعدد من العمّال السوريين المقيمين في المخيّم. وبحسب المعلومات التي توافرت لـ«الأخبار»، فإن الإشكال وقع على «خلفية مالية، حيث يعمل العمّال في الزراعة ولهم في ذمة الشبان بدل أتعاب. لكنّ أرباب العمل يتمنعون عن تسديد بدل أتعابهم منذ فترة طويلة».

ووفق المعلومات، فإن المعتدين هم أرباب العمل الذين توجهوا نحو المخيم لاصطحاب العمال. رفض هؤلاء الخروج إلا بعد تسديد كامل مستحقاتهم. وسرعان ما نشب الخلاف بينهم وبين بعض الشبان في المخيّم، تطوّر للضرب قبل أن يعمد المعتدون إلى إطلاق النار في الهواء والاعتداء بالضرب على سيدة من المخيَّم. وتوّجوا اعتداءهم بفصل الكهرباء عن المخيّم وإشعال النيران في جوانبه. وقد أدى انفجار قوارير الغاز والمدافئ والوقود المخزّن إلى تسارع النيران التي أتت على كامل المخيم.

صراخ الأطفال وعويل النسوة كانا أقوى من أصوات النيران وانفجارات قوارير الغاز. وقد سارع سكّان المخيّم في الهروب من مدخله الوحيد الذي يحيط به سور يبلغ طوله ثلاثة أمتار، فيما عمد البعض إلى استخدام السلالم للهروب والقفز من فوق السور.

تؤكد المعلومات الأمنية أن «المخيّم مراقب بالكاميرات من قبل مالك العقار المقام عليه المخيّم. وقد باتت أسماء من قام بإحراق المخيم والتهجّم على الخيام بعهدة القوى الأمنية التي نفّذت سلسلة مداهمات للمطلوبين واعتقلت عدداً منهم».

أبناء المنية وفعّالياتها أكدوا أن الإشكال فردي ولا علاقة لأبناء المنطقة به. وسرعان ما تحرّك العديد من أبناء المنية والجوار فقدّموا عشرات المنازل والمساعدات العينية وعملوا على إيواء النازحين لحين تأمين مساكن لهم.