عملاً بخطة إعادة فتح القطاع السياحي بشكل كامل خلال فترة الأعياد، تعود الملاهي والحانات والمراقص الليلية بدءاً من اليوم إلى العمل بشروط استثنائية أوردتها وزارة الداخلية والبلديات، أمس، في قرار أعاد حظر التجول الليلي من الحادية عشرة والنصف ليلاً حتى الخامسة فجراً، وسمح باستئناف عمل المسارح والسينما، مع «منع الرقص في الملاهي والحانات تجنّباً للاحتكاك الجسدي»، و«اقتصار عمل تلك المؤسسات على الخدمات التي تقدمها المطاعم، مع مراعاة الإجراءات الوقائية المتمثلة في عدم تجاوز نسبة الإشغال الـ50% من القدرة الاستيعابية للمكان»، على ما أوضحت مصادر في وزارة السياحة، «على أن يعاد تقييم الوضع في الـ21 من الجاري وفق المعطيات المستجدة وحسب نسبة الالتزام».يأتي القرار عشية الأعياد، والتجمعات التي تشهدها مراكز التسوق والمطاعم والأماكن العامة، وفي وقت يواصل فيه لبنان «التقدم» عالمياً لجهة تسجيل الإصابات الإجمالية بالفيروس، إذ بات يحتل المرتبة 54 عالمياً مع تجاوز إجمالي الاصابات 146 ألفاً، بعد تسجيل 1275 إصابة أمس (33 منها وافدة) من أصل أكثر من 12 ألف فحص، فيما توفي 10 أشخاص ليصل إجمالي الضحايا إلى 1200، وارتفع معدّل الوفيات نسبة إلى المُقيمين إلى 179 شخصاً في المليون. أمّا نسبة الحدوث المحلية فهي احتمال تعرّض 369 شخصاً من بين كل مئة ألف مُقيم.
أما اللافت، فهو انخفاض نسبة إيجابية الفحوصات في الأسبوعين الماضيين لكل مئة فحص من أكثر من 15% إلى 12.8%، «وذلك نتيجة للإقفال التام الذي نُفّذ الشهر الماضي»، وفق مصادر وزارة الصحة، «ما يُحتّم الحذر واتخاذ التدابير والإجراءات الوقائية اللازمة لتحقيق أكبر قدر من السيطرة على الوضع». وهو ما يجب أن يرفق بإجراءات أكثر حزماً في مواسم الأعياد، لأن الواقع الاستشفائي، رغم كل «التبشيرات» التي سيقت بشأن زيادة عدد أسرّة العناية الفائقة، لا يزال مترنحاً. ووفق الأرقام الرسمية، وصل عدد المصابين في غرف العناية الفائقة الى 391، في حين أن العدد الإجمالي لأسرّة العناية الفائقة المخصصة لكورونا لا يتجاوز الـ450، ما يعني أن هناك نحو 59 سريراً شاغراً فقط، وهو مؤشر مقلق في ظلّ ارتفاع نسبة المرضى الذين يحتاجون إلى إقامات طويلة في العناية الفائقة، بحسب مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي فراس أبيض الذي أشار إلى حالات تترافق فيها الإصابة بعوارض تمتد لأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع أو أكثر، «ما يعني حكماً إشغال الأسرّة لفترة أطول».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا