انتخب الحزب الديموقراطي الشعبي قيادة جديدة خلفت قيادة واكبته منذ عقود. في ظل حالة الركود الذي تشهده الأحزاب اليسارية والوطنية الثورية، عقد الحزب مؤتمراً حزبياً شهد مراجعة سياسية شاملة بهدف "تجديد آليات العمل النضالي لبناء يسار ثوري" كما جاء في توصيات المؤتمر.الحزب الذي شارك بانطلاقة انتفاضة "١٧ تشرين" قبل أن يعيد النظر في الآليات والنتائج، انتخب هيئة قيادية جديدة من ثلاثة عشر رفيقاً ورفيقة. وتميزت بالمواءمة بين الرعيل القديم المؤسس وبين جيل المخضرمين والمنتسبين حديثي العهد. وقد اختارت الهيئة بالإجماع محمد حشيشو أميناً عاماً للحزب خلفاً لنزيه حمزة، وريتا حمدان نائبةً للأمين العام.
حشيشو ابن صيدا، حيث للحزب ثقل واضح، من جيل ما بعد المؤسسين الذي دشن انتماءه للحزب مقاتلاً على الجبهات وتعرض لثلاث إصابات، وتولّى مسؤوليات عسكرية؛ منها الإشراف على عمليات الحزب في جبهة المقاومة الوطنية، قبل أن يتحول إلى العمل النقابي ويتابع عمله الحزبي بتولّي مسؤولية العلاقات السياسية.
ماذا يمكن للديموقراطيين الشعبيين الماركسيين الثوريين أن يغيّروا في ظل استعار الطائفية والمذهبية والانعزالية؟ انخرط الحزب في انتفاضة ١٧ تشرين تحت شعار «إسقاط النظام برمته كونه نموذجاً ولّاداً للفساد والاستغلال والعمالة للأجنبي»، واضعاً ڤيتو على أي محاولة لاستهداف المقاومة وسلاحها الذي يجاهر الحزب بالدفاع عنه وبالتفاخر به، برغم الاختلافات الأيديولوجية مع حزب الله، بحسب أجوبة دائرة الإعلام في الحزب على استفسارات «الأخبار». موقفه ذاك جعله يتمايز عن قوى اليسار اللبناني، ويُظَهّر علاقته التحالفية مع حزب الله كونه اليوم عنوان المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني والإمبريالية الأميركية.
نزيه حمزة وغسان عبدو «سلّما الراية» إلى قيادة جديدة


ليس غريباً على «الديموقراطي الشعبي» موقفه من المقاومة الإسلامية. يتماهى مع تعاليم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي انبثق عنها حزب العمل الاشتراكي العربي عام ١٩٦٩. ومن "العمل" انبثق "الديموقراطي الشعبي" عام ١٩٧٩.
منذ نشأة الحزب، كان اسم نزيه حمزة مرادفاً له، ابن عبيه (قضاء عاليه) الذي «آمن باكراً بفلسطين وبالكفاح الشعبي المسلح طريقاً لتحريرها، ملتزماً الماركسية اللينينية كخيارٍ أيديولوجي وواكب مع جيل المؤسسين كل مراحل الحزب وتموضعاته التي ظلت فلسطين بوصلتها بعيداً من الاسترزاق الذي أصاب جزءاً من اليسار». الى جانب حمزة، برز غسان عبدو ابن بلدة كفروة الجنوبية الذي عاش في صيدا. قياديان سلّما الراية إلى من جاء بعدهما، لمواجهة تحدّيات محلية ومناطقية وأممية.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا