مع التبدّل المُفاجئ للطقس، حلّ أمس، «رسمياً» موسم الشتاء ومعه «موسم الإنفلونزا الموسمية». وعليه، ابتداءً من اليوم، نظرياً، سيكون صعباً على الأطباء التفريق سريرياً بين عوارض الإنفلونزا وعوارض «كورونا»، ما سيضطر للجوء إلى إجراء مزيد من التحاليل والفحوصات المخبرية للتوصّل إلى التشخيص المنشود. وهذا يعني، عملياً، إضطرار كثير من المُصابين بالإنفلونزا (وممن سيُصابون)، إلى إجراء فحوصات PCR للوصول إلى التشخيص الصحيح وتقديم العلاج المناسب.عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية عبد الرحمن البزري أوضح لـ«الأخبار» أن كلا الفيروسين ينتميان إلى الفيروسات التنفّسية، ولهما عوارض متشابهة كالسعال والصداع والحرارة وضيق التنفس، «لكن في حالة كوفيد 19 يفقد المصاب حاستَي الشم والتذوق، فضلا عن أن فيروس كورونا ليس من الفيروسات الموسمية ما يجعله يأخذ منحنى آخر عن بقية الفيروسات»، لافتاً إلى ضرورة إجراء المريض أحياناً فحصَي PCR، أحدهما للإنفلونزا والثاني لـ«كورونا»، ما يعني «كلفة مضاعفة في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة».
البزري أشار إلى وجود خيار اللجوء إلى فحص PCR المتعدد الذي «يمكنه تشخيص أنواع مختلفة من الفيروسات. لكن الخبرة في هذا المجال لا تزال محدودة والمعلومات المستقاة بشأن هذه التقنية ليست مؤكدة تماماً».
أحد كبار مستوردي فحوصات الـPCR أكّد أن معدات الفحص المتعدد «متوفرة بكميات محدودة في بعض المُستشفيات الكبرى... وغالبية فحوصات الـPCR المُعتمدة حالياً تتعلق بتشخيص مرض كوفيد 19 حصراً».
وبمعزل عن طبيعة الوسيلة المستخدمة للحصول على التشخيص المطلوب، فإنّ الخلاصة واحدة، وتعني مزيداً من الكلفة الصحية على كل من المواطن والقطاع الطبي. «ما هو مؤكد أن فصل الشتاء قد يحمل معه مفاجآت»، يقول البزري، لافتاً إلى أنه «ليس معروفاً بعد كيف ستتصرف الفيروسات التنفسية مع بعضها، وإذا ما كانت ستُفاقم من تأثّر بعضها ببعض أم ستتفاعل بطريقة تخفف من وطأتها». وشدّد على ضرورة اعتماد لقاح الإنفلونزا الحالي «من أجل التخفيف من الضغط المرتقب على القطاع الاستشفائي المُربك أصلاً بفعل أزمة الوباء، لأنه قادر على حماية 50% من المصابين بالإنفلونزا وتجنيبهم دخول المُستشفيات».
سيضطر كثيرٌ من المُصابين بالإنفلونزا إلى إجراء فحصَي pcr للتشخيص المنشود


ومن المعلوم أن لبنان يعاني من نقص في لقاحات الإنفلونزا الموسمية. ووفق نقيب الصيادلة غسان الأمين، فإنّ الدفعة الثالثة من اللقاحات (المقدّرة بنحو 300 ألف لقاح) لم تصل بعد. وكان قد وصل إلى لبنان نحو 160 ألف لقاح، جزء كبير منها خُصص للمُستشفيات، أمّا الصيدليات فقد وُزعت كميات محدودة عليها راوحت بين 8 و10 لقاحات لكل صيدلية.
وفي ظلّ هذا النقص، توصي مُنظّمة الصحة العالمية بإعطاء الأولوية لتقديم اللقاحات لكبار السن وللطاقم الطبي الذي لا يزال يُسجل في صفوفه المزيد من الإصابات، مع إعلان وزارة الصحة أمس، تسجيل 1888 إصابة (واحدة منها فقط وافدة)، تسع منها في صفوف القطاع الصحي (بات إجمالي المُصابين في القطاع 1448). كما سُجلت تسع وفيات جديدة رفعت إجمالي الوفيات إلى 676.
وكانت وزارة الصحة أصدرت مذكرة تتعلق بلقاح الإنفلونزا الموسمي حدّدت فيها الفئات الأكثر عرضة للمضاعفات وهي: الأطفال الذين تُراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، الأشخاص الذين تتخطى أعمارهم الستين، الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، ولا سيما الأمراض الرئوية بما فيها الربو وأمراض القلب والأوعية الدموية وقصور الكلى والكبد (...)، الأشخاص الذين يعانون من الأمراض السرطانية والحوامل والعاملون في القطاع الصحي.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا