التحقت، أمس، شركة «رامكو» بزميلتها «سيتي بلو»، معلنة تعليق العمل برفع النفايات ضمن نطاق بيروت وقضاء المتن وكسروان. والسبب نفسه هو عدم دفع الدولة اللبنانية لمستحقات الشركة بالدولار، وفقاً للعقد الموقّع معها. وأشار بيان الشركة إلى أن «القيود المصرفية الموضوعة من قبل جمعية المصارف ومصرف لبنان، ولا سيما التعميم الأخير لجهة تسديد ثمن المحروقات نقداً، جعل الشركة عاجزة عن تأمين حاجاتها من المحروقات لتشغيل آلياتها».لا تزال النفايات تتكدس في طرقات المناطق التي تعمل فيها الشركتان، فيما يعمل اتحاد بلديات الضاحية على حل الأزمة ضمن نطاقه بالإمكانات المتاحة؛ إذ ينقل يومياً نحو 400 طن من النفايات المتراكمة إلى معمل الفرز في العمروسية، وينصبّ التركيز حالياً على الشوارع الرئيسية فيما يستمر تراكم النفايات في الشوارع الفرعية، مخلّفاً «تلالاً» تكبر يوماً بعد يوم وتنبعث منها الروائح الكريهة.
رئيس اتحاد بلديات الضاحية الجنوبية محمد درغام أفاد «الأخبار» بـ«أننا نعمل على مدار اليوم بس مش عم نلحّق»، موضحاً أن الاتحاد خصص لهذه المهمة 12 شاحنة و9 جرافات، لكن هذه الآليات غير مخصصة لرفع النفايات بعكس آليات الرفع المتخصصة المزوّدة بمكابس لجمع كميات ضخمة. «وهذا ما يسبب التأخر في تنظيف الشوارع الفرعية، والذي قد يستغرق أسبوعاً على الأقل»، طالباً «من المواطنين مساعدتنا عبر تخفيف كميات النفايات التي يتخلصون منها».
وحتى الساعة لا يبدو أن الدولة تعيش تحت ضغط الأزمة المستفحلة أو تعتبرها مسألة أساسية وحيوية، فيما المواطنون واقعون بين شاقوفي وزارة المالية وحاكم مصرف لبنان. وفي حين أكد الأخير أن لديه الدولارات لمعالجة هذا الملف ودفع مستحقات شركات جمع النفايات، أشار بيان لمكتب وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزنة الى أن تحويل مستحقات الشركات من الليرة إلى الدولار ليس من مسؤولية وزارة المال التي «أرسلت كتاباً في 20 تشرين الأول الى مصرف لبنان لتوفير التمويل بالدولار لعقود مع مجلس الإنماء والإعمار لإدارة النفايات المنزلية الصلبة، ولم تتلقَّ جواباً».
وينتظر أن يسفر الاجتماع الذي يعقده وزنة مع اتحاد بلديات الضاحية والبلديات المتضررة و«سيتي بلو» و«رامكو»، قبل ظهر اليوم، عن حلحلة لهذه الأزمة قبل أول «شتوة» مقبلة تجرف معها جبالاً من النفايات.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا