«السمنة مرض يتّسم بزيادة غير طبيعية في دهون الجسم، وله عواقب صحية ضارة لا تتعلق فقط بالأمراض المصاحبة له»، لذلك يتطلّب «تقديم رعاية شاملة (...) تشمل الهيئات الحكومية ومقدمي الرعاية الصحية وشركات التأمين والمتخصصين في مجال الرعاية الصحية»، وفق ما خلص اليه تقرير نُشر أمس، وأعدّه عدد من الأطباء بالتعاون مع الاتحاد العالمي للسمنة حول «علاج وإدارة السمنة» في الخليج العربي ولبنان.وبحسب التقرير، فإن السمنة نتاج لمجموعة من العوامل، بما فيها «القابلية الوراثية والتأثيرات البيئية»، لافتاً الى أن منطقة الشرق الأوسط «تمتلك معدلات سمنة تعدّ من بين الأعلى لدى البالغين في العالم، وتشهد بعضاً من أكبر الزيادات في ما يتعلق ببدانة الأطفال». وبالتالي، «لا يُتوقّع أن يكون لدى أي دولة خليجية فرصة تزيد على 20% لتحقيق هدف منظمة الصحة العالمية المتمثل في عدم زيادة انتشار السمنة لدى الأطفال بحلول عام 2025».


وقد ثبت، بحسب التقرير، أن دون تقديم الرعاية لمرضى السمنة في منطقة الخليج ولبنان «تحديات عدة من بينها التعويض غير الكافي للعلاج، ونقص الخيارات الصيدلانية المتاحة، والاعتماد الشديد على جراحات السمنة، ونقص جهود التثقيف حول البدانة في كليات الطب وما بعدها». ورغم أن هذه التحديات ليست نفسها في جميع البلدان، وضع التقرير توصيات إقليمية يمكن أن تؤدي إلى تحسين جهود مكافحة البدانة، أبرزها «الاعتراف بالسمنة كمرض مزمن ومتدرج وقابل للانتكاس»، و«التشجيع على إدراج السمنة في التغطية الشاملة للرعاية الصحية»، و«توفّر أدوية مُضادة للسمنة والبحث في كيفية تحسين توفير الرعاية للبدناء على مستوى الرعاية الأولية».
التقرير الذي أعده خبراء من البحرين والكويت ولبنان وعمان وقطر والسعودية والإمارات، بعد اجتماع للاتحاد العالمي للسمنة لتبادل خبرات خبراء السمنة السريرية والصحة العامة في سلطنة عمان في مسقط، في كانون الأول الماضي، شدّد على منهجية يجب اتباعها في علاج السمنة، يفتقر اليها لبنان وغالبية بلدان المنطقة. ففي مرحلة أولى، وعلى مستوى الرعاية الأولية، ينحصر التدخل العلاجي عبر اختصاصيي التوعية بالسمنة، بالتشجيع على تعديل نمط الحياة عبر وصفات تغذية ونشاط بدني لتعزيز نمط حياة صحي. وهذا من شأنه، وفق التقرير، أن يحقق فقدان الوزن بنسبة 5% بعد 12 - 16 أسبوعاً. وفي حال عدم تحقيق الهدف «يجب أن يتمكن الأفراد من الوصول إلى اختصاصيي التغذية وأطباء الأسرة الذين لديهم تدريب خاص بالسمنة» لتزويدهم بأنظمة غذائية خاصة وأساليب أكثر تركيزاً لتحسين إدارة الإجهاد ونظام النوم والنشاط البدني. بعد هذه المرحلة، وفي حال لم يتحقق فقدان الوزن بنسبة 5% بعد 12- 24 أسبوعاً، يحال المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج على مستوى الرعاية الأولية إلى الرعاية الثانوية. ويعاني هؤلاء عادة من أمراض مصاحبة، وبالتالي يحتاجون إلى رعاية أكثر تخصصاً وعالية الكثافة لدعم فقدان الوزن وتحسين صحتهم.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا