استيقظ مخيم البدّاوي صباح أمس على توقيف أحد أبنائه، إ. ش. (28 عاماً)، إثر الاشتباه في ضلوعه بالجريمة التي ارتكبت ليل الجمعة - السبت في بلدة كفتون (قضاء الكورة). هذه الجريمة ذهب ضحيتها ثلاثة أفراد ينتمون إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي، من بينهم نجل رئيس بلدية البلدة، كانوا متطوعين لمساعدة الشرطة البلدية في الحراسة.بعد ساعات من وقوع الجريمة، تسرّبت معلومات عن أن أحد المشاركين في الجريمة هو من مخيم البداوي، ما دفع الفصائل الفلسطينية في المخيم إلى إصدار بيان مشترك استغربوا فيه «زجّ اسم المخيم في هذه الجريمة المدانة»، معتبرين أن التسريب هو «لخلق الفتنة وتعكير الأجواء الأخوية الفلسطينية ـ اللبنانية».
غير أنّ التحقيقات الأمنية أدت إلى الاشتباه في أن يكون إ. ش. هو أحد أعضاء المجموعة التي ارتكبت جريمة كفتون، سواء من خلال البصمات الموجودة على السيارة التي كانوا داخلها، أم من خلال تتبع اتصالاته الهاتفية. عندها جرى التواصل بين القوى الأمنية والقوة الأمنية المشتركة في مخيم البداوي بهدف إلقاء القبض على إ. ش. والتحقيق معه.
بعد منتصف ليل السبت ـ الأحد كانت قوة من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ومن القوة الأمنية المشتركة تطوّق المبنى الذي يقيم إ. ش. في شقة فيه، وعندما حاولوا دهم شقته اعترضهم، حيث كان يحمل سلاحاً حربياً وقنبلة يدوية، فجرى تبادل لإطلاق النار بينه وبينهم أصيب خلاله أحد عناصر «المعلومات» في كتفه، نقل إثره إلى مستشفى صفد التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المخيم للعلاج، ثم إلى خارج المخيم باتجاه أحد المستشفيات.
هذا التطوّر دفع أقرباء له وفاعليات ومسؤولين في المخيم إلى التدخل من إجل إقناع إ. ش. بتسليم نفسه إذا كان لا علاقة له بالجريمة كما يقول، بعدما كان رافضاً فكرة التسليم. وبعد موافقته، اصطحبه قائد كتيبة شهداء البداوي أبو علي الشوك من منزله إلى مقرّ القوّة الأمنية، ومن هناك جرى تسليمه إلى فرع المعلومات.
الموقوف حاول سابقاً التسلل إلى سوريا عبر تركيا للانضمام إلى الجماعات الإرهابية


المعلومات الأولية تفيد بأن المجموعة التي ارتكبت جريمة كفتون تربطها علاقة مع إ. ش. وأنّها كانت تتردّد إليه بين وقت وآخر، وأنّ إ. ش. الذي يحمل فكراً دينياً متشدّداً كان يتردّد إلى شيخ سلفي التوجّه في محلة القبة بمدينة طرابلس. كما أنّ إ. ش. من أصحاب السوابق، فقد سجن بعد محاولته اغتيال مسؤول تنظيم الصاعقة في المخيم عبد الرحمن راشد، في 15 كانون الأول 2016، عندما كان الأخير في طريقه من منزله إلى مسجد داخل المخيم لأداء صلاة الفجر، حيث تلقّى طعنة بسكين في ظهره.
وتفيد المعلومات بأنّ إ. ش. حاول الذهاب إلى تركيا بطريقة غير شرعية، والدخول منها إلى سوريا للقتال هناك إلى جانب المجموعات الإرهابية، وأنه أوقف هناك لفترة قبل أن يعود إلى المخيم ويمكث فيه.
ولفتت مصادر أمنية إلى أنه، حتى ليل أمس، لم تكن قد اتضحت دوافع الجريمة، سواء لجهة كونها تمهيداً لعمل إرهابي، أم أنها جريمة سرقة، ولا مدى تورط الموقوف فيها.


اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا