الاتصالات التضامنية وصلت من كل حدب وصوب، أبرزها من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي أعلن عن مساعدات ستصل في الأيام المقبلة. كما وردت اتصالات من مسؤولي معظم الدول العربية إلى المسؤولين اللبنانيين. وحدهما السعودية والإمارات حرصتا على عدم التواصل مع دياب، مع تأكيدهما التضامن الكامل مع الشعب اللبناني في مصابه، وأرسلت الإمارات طائرة مساعدات، فيما طالب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بتحرك دولي فوري لمساعدة لبنان على مواجهة الكارثة المروعة.
الجيش يتولى مسؤولية تسلّم المساعدات وإحصاء الأضرار
المساعدات جزء من أدوات التعافي. لكن الجهد الأكبر مطلوب من الحكومة. تعافي الجرحى وإقفال ملف المفقودين أولوية. التعويض على الناس المشردين من منازلهم أو المتضررين من الانفجار خطوة لا بد أن تنطلق. وقد قرر مجلس الوزراء، المرتبك، أن يتولى الجيش مع الهيئة العليا للإغاثة إجراء مسح فوري وشامل للمناطق المنكوبة والمتضررة، تمهيداً للمباشرة في دفع تعويضات عاجلة إلى المستحقين بحسب الأولويات. وكلّف الهيئة العليا للإغاثة تأمين إيواء العائلات التي لم تعد منازلها صالحة للسكن، والتواصل مع وزارة التربية لفتح المدارس لاستقبال هذه العائلات، ومع وزير السياحة لاستعمال الفنادق لهذه الغاية، أو لأي غاية مرتبطة بعمليات الإغاثة.
وإلى حين إنجاز المطلوب من الحكومة داخلياً، إن كان في إنجاز التحقيق في أسباب الانفجار، أو في مواجهة تبعاته، شهد مطار بيروت حركة كثيفة لطائرات تحمل المساعدات؛ فوصلت طائرة قطرية كجزء من جسر جوي يحمل مساعدات وإمدادات طبية عاجلة ومستشفيين ميدانيين سعة كل منهما 500 سرير، وطائرة مساعدات طبية من الكويت، وطائرة إماراتية محمّلة بـ٣٠ طناً من الإمدادات الطبية، وطائرة عراقية على متنها جراحون ومواد طبية، وطائرة إيرانية أولى محمّلة بمساعدات مقدمة من جمعية الهلال الأحمر في إيران، وعلى متنها فريق طبي مؤلف من جراحين واختصاصيين، ومستشفى ميداني (RDH)، فضلاً عن كمية من المساعدات الإنسانية والأدوية. كذلك وصلت طائرتا هليكوبتر قبرصيتان على متنهما فرق إنقاذ وبحث، وطائرة يونانية محمّلة بمساعدات. وأرسلت فرنسا 3 طائرات تحمل مساعدات يفترض أن تخصّص لعلاج 500 جريح على الأقل.
وطلب الرئيس التونسي قيس سعيّد إرسال طائرتين عسكريتين محمّلتين بالمساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، واستقدام 100 من جرحى الانفجار إلى تونس للعلاج. وأعلنت السفارة البريطانية أن لندن رصدت نحو ٥ ملايين جنيه استرليني من المعونات الإنسانية العاجلة لمساعدة من تضرّرت بيوتهم بسبب الكارثة. وعرضت تقديم دعم معزز لقوات الجيش اللبناني يشمل توفير مساعدات طبية مخصصة للاستجابة، ومساعدة في النقل الجوي الاستراتيجي ودعماً هندسياً في مجال الاتصالات. وأعلن عمدة باريس آن هيدالغو منح مساعدات بقيمة مئتي ألف يورو للمتضررين بواسطة الصليب الاحمر. وأرسلت عمدة مرسيليا ميشيل روبيرولا وحدة مختصة بالدفاع المدني والإسعافات الى بيروت على متن رحلة خاصة.
وأبدت وزيرة خارجية إندونيسيا، رتنو مرسودي، في اتصال مع دياب، استعداد بلادها لإرسال مساعدات عاجلة للبنان. وأوعز الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى سفير بلاده، أشرف دبور، بوضع الإمكانات الفلسطينية كافة في تصرّف لبنان. وأعلنت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة عن مساعدات للبنان.