لبنان منكوبٌ. بلد، بكلّ مكوّناته، لا يزال تحت صدمة انفجار المرفأ. المسؤولون السياسيون والأمنيون يطلبون انتظار التحقيقات، لتأكيد حقيقة ما جرى داخل العنبر رقم 12 في مرفأ بيروت، الذي وصلت ارتداداته حتّى قبرص. شهداء سقطوا، جرحى أُصيبوا، أشخاص فُقدوا، أحياء تضرّرت، بنايات ومنازل تدمّرت، مستشفيات أُطفئت أنوارها، وأخرى أعلنت اكتظاظها وعدم قدرتها على استقبال المزيد من المُصابين... وزير الصحة حمد حسن، الذي كان قد طلب من جميع المستشفيات استقبال المتضررين جرّاء الانفجار على حساب الوزارة، أعلن وبحسب آخر الإحصاءات، تعداد أكثر من 25 شهيداً ونحو 2500 جريح. وبعد أن امتلأت مستشفيات العاصمة، بات المُصابون يُنقلون إلى مستشفيات كسروان وجبيل وطرابلس، كما دعا نقيب الصيادلة جميع الصيدليات إلى إجلاء المُصابين بإصابات طفيفة لتخفيف الضغط عن المراكز الطبية. ووضع الصليب الأحمر مراكزه الأساسية في كلّ المناطق اللبنانية في الخدمة، للتبرّع بالدم، نظراً إلى حاجة المستشفيات لجميع أنواع فئات الدم.
تلقّت المرجعيات اللبنانية اتصالات من مختلف الدول العالمية والإقليمية، وإعلانات عن استعداد لتقديم المساعدات إلى لبنان من فلسطين، قطر، تركيا، إيران، قبرص، الأردن، العراق، فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة الأميركية...
وقبل انعقاد المجلس الأعلى للدفاع، أطلّ رئيس الحكومة حسّان دياب مُعلناً أنّها «كارثة وطنية كُبرى، لبنان كلّه اليوم منكوب. إنّها محنة عصيبة لا تنفع في مواجهتها إلا الوحدة الوطنية». وأكد دياب أنّ ما حصل «لن يمر من دون حساب، سيدفع المسؤولون الثمن، وهذا وعد للشهداء والجرحى. ستكون هناك حقائق تُعلن عن المستودع الخطير الموجود منذ عام 2014»، مُناشداً جميع اللبنانيين أن «نتوحّد، وإلى كلّ الدول الشقيقة والتي تُحب لبنان أن تقف إلى جانبه وتُساعدنا على بلسمة جراحنا». وكان دياب قد أعلن يوم غد الأربعاء يوم حداد وطني.