في اليوم الأخير من الأسبوع «الحافل» بالإصابات، واصلت أرقام «كورونا» الارتفاع، أمس، مع إعلان وزارة الصحة العامة تسجيل 101 حالة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي للمُصابين في الفيروس منذ انتشاره في 21 شباط الماضي إلى 2700 إصابة، فيما ارتفع عدد المُصابين الفعليين إلى 1175 شخصاً (1112 في العزل المنزلي و63 في المُستشفيات).هذه المعطيات بدأت تأخذ «منحنى جدياً»، على ما قال وزير الصحة العامة حمد حسن في حديث لـ«ال بي سي آي» مساء أمس، لافتاً إلى أنه بدءاً من الإثنين «ستُتخذ إجراءات صارمة»، ومُذكّراً بضرورة الالتزام بالكمامة.
وتأتي هذه الإجراءات الصارمة كـ«بديل» عن خيار العودة إلى الإقفال الذي لا يزال مُستبعداً، وفق مصادر لجنة التدابير الوقائية لمواجهة فيروس كورونا، مُشيرةً إلى أن التوجه في الأيام المُقبلة سيكون نحو المزيد من التشديد على الالتزام بالإجراءات الوقائية.
ولعلّ ما رفع منسوب القلق من الوضع القائم هو «تسلل» الفيروس إلى مخيم الرشيدية في قضاء صور الذي بات بحكم الموبوء بعد تسجيل العديد من الإصابات فيه، ما يفرض نوعاً من التأهب على صعيد مختلف المخيمات عموماً ومخيمات القضاء خصوصاً، إذ أعلنت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الأونروا)، أمس، إصابة 10 أشخاص، بينهم ثلاثة موظفين تابعين للوكالة، مُشيرةً إلى أنها تواصلت مع المُصابين وطلبت منهم الالتزام بالحجر المنزلي.
وعليه، أعلنت الوكالة في ما بعد إجراء 329 فحصاً للاجئين فلسطينيين مُقيمين في المخيمات في منطقة صور شملت المُخالطين وغيرهم في كل من مخيم الرشيدية (100 فحص)، برج الشمالي (110 فحوصات)، والبص (119 فحصاً). كما أجري 30 فحصاً في تجمع القاسمية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وذكرت الوكالة أنها تقوم بكل الإجراءات اللازمة بالتعاون مع وزارة الصحة العامة للحدّ من انتشار الفيروس في المخيمات، مُشدّدة على «ضرورة الالتزام التام بجميع الإجراءات الوقائية بما في ذلك التباعد الجسدي ووضع الكمامات وتعقيم اليدين»، ولافتةً إلى أنها ستتخذ الإجراءات اللازمة للعزل الطبي في حال اقتضت الضرورة.
وكان حسن قد شدّد عقب اجتماعه مع اللجنة الفنية المختصّة بمتابعة الإجراءات الخاصة بمواجهة كورونا على ضرورة الإسراع في إصدار نتائج فحوصات المُسافرين وتبليغهم إياها، حرصاً على عدم تهاون العائدين في التحرك والاختلاط «ما يؤدي في حال كانوا مُصابين بالفيروس إلى انتشار سريع للعدوى في المجتمع المحلي كما حصل في الأيام الأخيرة».
ولفت إلى أهمية تكثيف حملات الفحوصات الموجّهة في المناطق اللبنانية المختلفة ومخيمات اللاجئين والنازحين بهدف التشخيص المُبكر للحالات، مع إمكانية اعتماد الفحص السريع ذي الدقة العالية للتأكد من إمكان وجود إصابات من دون أعراض.
بدورها، أوصت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا عقب اجتماعها في السراي الكبير أمس، بـ«العمل على تسريع صرف الأموال المُستحقة للمُستشفيات والصليب الأحمر اللبناني للتمكن من المحافظة على الجهوزية الطبية والصحية في مواجهة فيروس كورونا وتأمين حقوق العاملين في هذا القطاع. كذلك أوصت وزارة الإعلام «العمل على إعادة تكثيف حملات التوعية وتنمية حسّ المسؤولية لدى المواطنين والتحذير من أن عدم التقيد بالتدابير والإجراءات سيؤدي إلى مرحلة الانتشار».