تطبق السلطة السياسية على أنفاس الجامعة اللبنانية وموازنتها منذ نهاية الحرب الأهلية، لكن لم يسبق أن وصل التضييق المالي إلى الحدّ الذي بلغه في السنتين الأخيرتين. «التقشّف» دفع الإدارة المركزية إلى جمع «طلبيات» اللوازم من كل الكليات وتأمينها دفعة واحدة، بعدما كانت تؤمّن لكل كلّية على حدة، وباتت تشترط الموافقة عليها مركزياً واعطاء إجازة بصرفها، واعتماد مطبعة الجيش «الأرخص» لطباعة الكراسات.ومع تأخر الاستجابة، بات الأساتذة يجبرون على تغطية مصاريف الامتحانات (أوراق أسئلة وكراسات إجابة ولوازم إدارية ولوجستية) من جيبهم الخاص، في وقت تواجه فيه الجامعة ابتزاز تجار المستلزمات والكتب. هكذا تقاسم أعضاء مجلس الفرع الرابع في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية المصاريف المرصودة للامتحانات أول من أمس.
بدأ بعض الأساتذة بشراء «مواعين» الورق وطباعة الأسئلة على نفقتهم الخاصة

وفي الفصل الدراسي الماضي، اشترى أساتذة كلية العلوم ـ الفرع الخامس في النبطية «مواعين» الورق للامتحانات على غرار ما حصل في كلية الهندسة أول من أمس، عندما طلب مدير الفرع الثالث في الكلية يحيى ضو من الأساتذة «أن يكون الامتحان ورقة واحدة فقط، وأي امتحان يكون أكثر من ورقة يصوّره أستاذ المادة على مسؤوليته»، بسبب «النقص الحاد وعدم توفر عدد كافٍ لأوراق التصوير A4»، علماً بأن أسئلة بعض الامتحانات في اختصاصات الهندسة تكون عادة عبارة عن 8 صفحات وتتضمّن أسئلة ذات أجوبة متعددة (QCM)، ويعالجها الطالب على ورقة الامتحانات من دون الحاجة إلى كرّاس، كما أن هناك مسابقات تستوجب إدراج رسوم بيانية ومعطيات أساسية (donnees) يجب أن ينطلق منها الطالب ليتمكن من معالجة الأسئلة. وقد بدأ بعض الأساتذة فعلاً بشراء «مواعين» الورق التي يكلّف كل منها نحو 50 ألف ليرة، وطباعة الأسئلة على نفقتهم الخاصة، باعتبار أن الامتحانات ستنطلق الإثنين المقبل.