قرّرت جامعة سيدة اللويزة صرف عدد كبير من الأساتذة بذريعتين: الأولى بلوغ بعضهم سنّ التقاعد و«الأوضاع الاقتصادية»، والثانية أنهم «لا يطابقون شروط الاعتماد»!لن أتوقف عند الحجة الأولى، لكن الثانية استفزّتني لأنني تخرّجت من هذه الجامعة عام 2010. وكنت أعتزّ بها كما يعتزّ كلّ خرّيج بجامعته، لأن هناك صورة مثالية تبقى في ذهنه عن دورها في مساعدته للحصول على المعرفة الضرورية لبناء مستقبله، وفي بناء صداقات مع زملائه، وفي اكتساب القيم والأخلاقيات التي ترافقه طوال عمره، والتي تتطلب الصدق والاندفاع والجرأة في قول الحقّ والشهادة له، وخصوصاً أننا في جامعة تنتمي إلى تعاليم المسيح الذي لم يخشَ الصلْبَ مقابل الحقّ والحقيقة. لكن ما حصل في جامعتنا، ولا سيما مع صرف نخبة من الأساتذة تتلمذتُ وعدداً كبيراً من زميلاتي وزملائي على أيديهم، بحجة أنهم غير كفوئين للاعتماد، أصابني بالدهشة. وكما استقصينا بأن الاعتماد لا يفرض صرف من تمّ صرفهم. فنحن نعرف كفاءة أساتذتنا، ومعتزّون بما وصلنا إليه في حياتنا العملية.
إن صرف هؤلاء الأساتذة الذين لم يبلغوا سنّ التقاعد هو افتراء على الحقّ والعدالة. والآن نصاب بالصدمة عندما نجد أنفسنا أمام واقع مغاير للروحية التي نشأنا عليها ونراها تتغيّر بنسبة 180 درجة. إن مصداقية أساتذة الجامعة تأتي أولاً، وقبل الأصدقاء والأقارب، ورمي أساتذة خارج الجامعة التي عملوا بصدق ولمدة طويلة على تطويرها بحجة أزمة اقتصادية أو الاعتماد هو نكران للجميل. إن الإساءة إلى كرامة أساتذتي، وخصوصاً بالطريقة التي تم تبليغهم فيها بإنهاء عقودهم، ليست من الكرامة الإنسانية بشيء؛ والتمييز ضدّ بعض الأساتذة وخصوصاً الإناث لا يمتّ بصلة إلى ما تعلّمناه في هذه الجامعة؛ وخلق مراكز قوى في الجامعة يحوّلها من منارة أكاديمية إلى ما يشبه مؤسسة مليشياوية.
إن حصول الجامعة على الاعتماد كان بفضل أساتذتها وما حقّقه طلابها بعد تخرّجهم، وليس بفضل إداري معين لأن هذا سلبٌ لجهد الأساتذة وتسخيره لغيرهم. وأن يُتخذ الاعتماد كحجة لصرف من خرّجوا أجيالاً كفوءة وناجحة لم نكن لنتوقعه من إدارة جامعتنا.
لن أطيل في تعداد ملاحظاتي خوفاً من جرح الكثيرين. وسأكتفي، كخرّيجة، بالتوجّه إلى الأب رئيس الجامعة بأن يعيد النظر في قرار الصرف هذا لأنه غير عادل، ولا يمتّ إلى القيم المسيحية التي يبشر بها بشيء، بل يحمل في طياته عناصر الانتقام الشخصي لمساعدة مسؤول(ة) كي تثبّت قوتها داخل الجامعة على حساب زميلاتها، وعلى حساب سمعة الجامعة ذاتها. وهذا يؤذي الجامعة ويؤذي خرّيجيها لأنه كلما يتمّ ذكرها، سترتسم في ذهن السامع صورة المؤسسة غير العادلة، والتي تطبق غير ما تدرّس. ولا أزال أؤمن بأن صوت الحق يعلو على صوت الظلم في NDU.

جويس الريس ماسولا - نيويورك
(متخرّجة من الجامعة)