القوات تشارك ولا تشارك
على الاثر، وبسبب غياب الموقف الواحد حول هذا التحرك، برز انقسام لدى المجموعات، منها من قرر المشاركة ليعود ويعلن عدم مشاركته ومنها من ينتظر حتى يوم السبت للاعلان عن قراره. لكن الكل يتحدث عن اصرار على حمل شعارات تناقض شعارات الأحزاب السياسية والسعي الى «عدم ترك الساحة لمن يريد استغلالها واستعمالها لتنفيذ أجندته الخاصة». وسط هذا المشهد، ينفي حزب الكتائب أن يكون هو المنظم والداعي للنزول الى الشارع، مستغربا «الضجة المفتعلة علما أن المكتب السياسي اعتاد دعوة الناس الى النزول في غالبية تحركات مجموعات الانتفاضة منذ 17 تشرين». ويشير عضو المكتب السياسي في الحزب سيرج داغر لـ«الأخبار» إلى أن «المبادرة أتت من ثوار المناطق الذين زارونا وتم التطرق الى موضوع الانتخابات النيابية المبكرة وهو شعارنا، فأعلنا دعمنا للتحرك». لكن تقول المجموعات أنها لم تنسق معكم وأنكم أنتم من نظم ويحشد عبر التلفزيونات لهذا النهار؟ «نحن نسقنا بوضوح مع تنسيقيات المناطق. نحن جزء من هذه الانتفاضة وأي طرف ينظم تحركا نوافق على عنوانه سندعمه تلقائيا».
وفيما دار الحديث حول مشاركة حزب القوات أيضا، نفى رئيس جهاز الاعلام والتواصل في الحزب شارل جبور ذلك، قائلاً لـ«الأخبار« إن القوات أبلغت محازبيها ألا دعوة رسمية من قبلها ولا هي من بين المنظمين، كما أنها غير معنية بالدعوة: «نحن لم ندع للمشاركة ولا لعدم المشاركة. هناك أناس من بيئتنا يعتبرون أنهم معنيون بالمشاركة والعكس صحيح. فمحازبونا جزء من الوجع الذي يعيشه الكل ويعانون الجوع مثلهم مثل غيرهم لذلك تركنا الحرية لهم. وللقوات 3 مطالب رئيسية اليوم، احدها الانتخابات النيابية المبكرة وتشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين والعمل لانقاذ الوضع العيشي والاقتصادي». وتقول مصادر معنية إن القوات دأبت على عدم إعلان مشاركتها، لكي لا تتحمّل المسؤولية، وتتلطى خلف مقولة «تركنا الحرية لمحازبينا».
الشيوعي لا يشارك
في سياق آخر قال عضو قيادة قطاع الشباب والطلاب في بيروت في الحزب الشيوعي محمد بزيع إن «الحزب لن يشارك في التظاهرة، ونرى أن هذا التحرك هو تحرك قوى تمثل الثورة المضادة وفق برنامج عمل وشعارات بعيدة كل البعد عن مصالح الناس حاليا». علما أن لقاء التغيير الذي عقد اجتماعه الدوري أمس في مقر الحزب الشيوعي في بيروت لم يتطرق لا من قريب ولا من بعيد الى عدم المشاركة، اذ وجه اللقاء «تحية إلى مناضلي الانتفاضة الذين حافظوا على روح الثورة، وهم يتأهبون لاستئناف التحرك في الشوارع والساحات». وأكد اللقاء «أهمية التحرك تحت راية القضايا والشعارات ذات الأولوية لدى اللبنانيين في هذه المرحلة». في المقابل، مجموعات «صيدا تنتفض» سبق ان اعلنت بوضوح رفضها لتحرك السبت في بيروت، داعية إلى تظاهرة في عاصمة الجنوب اليوم. وأصدر كل من «مجموعة شباب المصرف» و«الحركة الشبابية للتغيير» و«الشعب يريد إصلاح النظام» و«طلعت ريحتكم» بيانات منفصلة أعلنت فيها رفضها المشاركة السبت، لأن هذا التحرك يحمل شعارات وأهداف سياسية لا تشبه توجهاتها.
تنفي القوات مشاركتها في تحرك يوم غد قائلة إنها «تركت الخيار» لمحازبيها
كذلك رفضت المشاركة مجموعات من «هيئة تنسيق الثورة»، في ظل انقسام جدي بين العسكريين المتقاعدين. ففيما أعلن العميد المتقاعد جورج نادر المشاركة، سرت معلومات ليل أمس عن ان النائب شامل روكز قرر الانسحاب من تحرك الغد، من دون تاكيد ذلك من قبله. ومن المنتظر أن يعلن «ائتلاف بناء الدولة» و«حركة وعي» وآخرون موقفهم اليوم، فيما أعلنت «بيروت مدينتي» عقب اجتماعها مشاركتها «بقوة» في التحرك، طالبة من الجميع ملاقاتها في الساحة «لاستكمال ثورة ١٧ تشرين التي تمثل كل الناس». كذلك أصدر «المرصد الشعبي لمكافحة الفساد» بياناً فُهم منه أنه مشارك غداً، إذ أعلن فيه التزامه «التحرك المستمر في الشارع وتجميع الفئات الثورية بمواجهة كل قوى السلطة المختلفة داخل وخارج الحكومة الحالية لفرض هذا الحل الانقاذي والمشاركة في كل تحرك يعبر عن هذه المطالب الانقاذية العاجلة والتنبه إلى محاولات السلطة للإيقاع بين الناس». وأضاف: «منذ ما قبل ١٧ تشرين لم نغادر الشارع يوماً، ولن نتركه مستقبلاً».