تصبّ المفاوضات بين ممثلي المدارس والأهل والمعلمين بشأن الأقساط في خدمة شراء الوقت، لكونها معزولة عن خطة متكاملة للتعليم بشقَّيه الرسمي والخاص. الحل الجذري للأزمة لا يزال يصطدم برفض «كارتيل» المدارس إعادة النظر في الموازنات في موازاة الضغط على الدولة لتدفع للتعليم الخاص من الخزينة العامة أو تُعفي المدارس من المستحقات «المكسورة» لصندوقَي التعويضات والضمان الاجتماعي. وعلمت «الأخبار» أن هناك اتجاهاً لفتح دورة تشريعية استثنائية وإقرار قوانين منها الـ300 مليار لدعم التعليم الخاص، وقانون لإعطاء مبلغ مقطوع عن كل تلميذ لتغطية المصاريف خارج الأقساط مثل النقل والقرطاسية والملابس والكتب وغيرها، لكن الحذر يبقى في رقابة وزارة التربية على المدارس الخاصة مقابل الأموال التي ستدفعها الدولة، وهو الأمر الذي يرفضه «الكارتيل» رفضاً قاطعاً.إلى ذلك، لم يتجاوز عدد المدارس التي رفعت ملاحق بموازناتها إلى مصلحة التعليم الخاص في وزارة التربية الـ 450 من أصل 1600 مدرسة خاصة، وهي قدّمت حسومات على الأقساط «دوغما» تتراوح بين 2 في المئة و35 في المئة من دون أيّ دراسة لقيمة الخفض.
وبناءً عليه، مدّد وزير التربية طارق المجذوب حتى 5 حزيران الجاري مفاعيل القرار 229 المتعلق بإيداع المصلحة ملحقاً عن موازنة العام الدراسي 2019 - 2020 بعد إعادة درسها وفق الأصول المعتمدة، وكلّف المديرية العامة التأكد من إبلاغ المصلحة كل المدارس الخاصة بمضمون هذا القرار وبالمهلة المحدّدة.
تمديد مهلة تسليم ملاحق الموازنات حتى 5 حزيران


وفيما ينتظر أن تعقد لجنة الطوارئ التربوية اجتماعاً اليوم للخروج بحل لأزمتَي الأقساط ورواتب المعلمين والموظفين، تواصل إدارات بعض المدارس عقد اتفاقات جانبية مع لجان الأهل تتضمن حسماً للقسط الثالث للعام الدراسي 2019 - 2020 مع بدل الباص لأشهر التعطيل القسري، بمعزل عن الموازنة. هكذا فعلت ثانوية البرج الدولية، والمدرسة الأنطونية ـ زحلة. وأبلغت مدرسة القدّيس بطرس - الفرير في بسكنتا الأهل بأنها حسمت الدفعة الأخيرة من القسط لكل المراحل ما عدا طلاب المدرسة المجانية، مع مساعدة المتعثّرين في الدفع، كما قرّرت خفض الأقساط للسنة الدراسية المقبلة لصفوف الروضات الأولى والثانية. وأوضح مدير المدرسة أنطوان مدور لـ«الأخبار» أن المطلوب كسر الحاجز مع الأهالي وأن تصل المدارس إلى قناعة بأنّ العملية التربوية لا يمكن أن تستمر من دون أن تُقدم تنازلات وأن تكون مشاركة في إدارة الأزمة كما باقي الأطراف، أي المعلمين والأهالي.
وبعد التداول مع الفريق التربوي ولجنة الاهل ورابطة المعلمين، قررت مدرسة سيدة اللويزة اعفاء كل من يسدد القسطين الاول والثاني كاملين في مهلة اقصاها 24 حزيران، من القسط الثالث. كذلك يعفى كل الاهالي من تكاليف القسط الثالث من خدمة الاوتوكار. كما يستطيع المعلمون الذين انجزوا 85% من المنهج ان ينهوا التعليم عن بعد في نهاية ايار.
في المقابل، لم تلتزم مدارس أخرى بقرار الوزير إعادة درس الموازنات تمهيداً لخفض جدي للأقساط، واكتفت بحسم بسيط من القسط الثالث، ومنها مدرسة القلبين الأقدسين السيوفي، مدرسة خديجة الكبرى المقاصد، ليسيه عبد القادر، مدرسة IS الكورة، ملكارت، المون لاسال، مدرسة القلبين الأقدسين عين إبل، مدرسة العائلة المقدّسة الفنار، ثانوية رفيق الحريري صيدا، مدرسة الحريري الثالثة في بيروت، المدرسة الأنطونية الدولية في عجلتون، مدرسة المعنية، مدرسة القلبين الأقدسين كفرحباب، مدرسة الأتينيه ـ بصاليم، مدارس الليسيه التابعة للبعثة العلمانية الفرنسية، الكرمل سان جوزيف في المشرف، سيدة العطايا - الدكوانة، الكوليج بروتستانت، ولسبرينغ، ثانوية الأرز الثقافية، زهرة الإحسان، SAS المدارس الإنجيلية، الشويفات الدولية وLycee de la finesse.