منذ انتشار جائحة كورونا، بقيت منطقة الزهراني في منأى عن تسجيل الإصابات. الطمأنينة والثقة جعلتا كثيرين لا يلتزمون بتوصيات الوقاية والحجر المنزلي، ولا سيما ما يتعلق بفتح المحال والمقاهي وأماكن التجمعات. لكن «كورونا» أتاهم من حيث لا يدرون: من عكار. لم يكن مستحيلاً على الفيروس الذي جاب العالم أن يقطع نحو 200 كيلومتر من جديدة القيطع العكارية الى بلدة البابلية (قضاء الزهراني). فقد تبيّن السبت الماضي إصابة عسكري في الجيش من البابلية بالفيروس بعدما خالط زميلاً له مصاباً خلال خدمتهما معاً في المحكمة العسكرية في بيروت. تنقّل الشاب الأسبوع الماضي، خلال إجازته، بين بلدته والجوار من البيسارية إلى تفاحتا وعدلون والغسانية. وقبل أن تظهر نتيجة فحصه، احتك بوالدته ونحو 30 من أصدقائه في البابلية. وزار منزل والده في بلدة البيسارية المجاورة. أحد أصدقائه يقيم في الصرفند احتك بدوره بعدد كبير من الأشخاص. أدى ذلك الى حال طوارئ قصوى أعلنتها بلديات المنطقة. واستنفرت خلايا الأزمة التي شُكلت مع بداية انتشار الفيروس لإحصاء كل من احتك بهم المصاب خلال جولاته لإخضاعهم لفحص الـ PCR.وفد من وزارة الصحة زار البابلية الأحد وأجرى فحوصات لمن خالط المصاب ولـ 30 شخصاً بشكل عشوائي. وحتى مساء أمس، صدرت نتائج فحوصات لاثنين من البابلية جاءت سلبية. كما جاءت نتائج فحوصات والد الشاب وثمانية أشخاص آخرين قابلهم في البيسارية سلبية، بحسب بيان لبلدية البيسارية لفت إلى أن «الجميع سيقبع في الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً وستعاد الفحوصات بعد أسبوع للتأكد من سلبيتها». وأكد رئيس بلدية الصرفند علي خليفة أن نتيجة فحص صديق العسكري جاءت سلبية، لكنه سيلتزم بالحجر المنزلي ويعاد له الفحص.
الهلع من تفشي الفيروس أدى إلى انعدام الحركة في هذه البلدات في اليومين الماضيين، ولا سيما في البابلية. ورغم البيانات التي أصدرتها البلديات للمقيمين بالالتزام بالحجر المنزلي إلا للضرورة القصوى، لوحظت أمس عودة الحركة جزئياً إلى طبيعتها في الصرفند والبيسارية بعد انتشار الأنباء عن عدم إصابة من خالطوا العسكري بالفيروس. خليفة أبدى استياءه من «الاستهتار الذي يبديه كثيرون»، وفوجئ أمس بقرار وزارة الداخلية والبلديات السماح للمطاعم والمقاهي باستئناف العمل بنسبة 50 في المئة. وسأل: «ماذا نفعل نحن كبلديات لإجبار الناس على الالتزام ونحن لا نملك صلاحية لقمع المخالفين وإقفال المحال والمقاهي وضبط أماكن التجمعات؟».
وكانت نسب الإصابة في الجنوب قد زادت بشكل ملحوظ بين بداية أيار الجاري وأمس. ويظهر تقرير غرفة العمليات الوطنية لإدارة الكوارث أن النسب في 1 أيار سجلت في جزين (1) وفي بنت جبيل (4) وفي صيدا (12) وفي صور (10) وفي النبطية (3) وفي مرجعيون (1). أما في تقرير أمس، فقد زادت جميع النسب باستثناء بنت جبيل. وسجلت صيدا زيادة 3 حالات والنبطية 5 حالات وجزين 4 حالات ومرجعيون حالة واحدة وصور خمس حالات.