لم يتأخر النادي العلماني في الجامعة الأميركية في بيروت في الرد على رسالة رئيس الجامعة فضلو خوري التي سوّقت لخطة تقشفية سيكون الطلاب المتضرر الأكبر فيها. النادي الذي يقود حملة ضد دولرة الأقساط منذ أيلول 2019، بالتنسيق مع شبكة مدى الشبابية والنوادي العلمانية في الجامعات الخاصة الأخرى، طالب الرئيس بأن يكون للطلاب صوت عبر تمثيلهم في هيئات ومجالس صنع القرار في الجامعة، لا سيما مجلس الأمناء.بحسب الناشطة في النادي، ديما العياش، «لا ثقة لدى الطلاب في أنّ إدارة الجامعة ستحميهم وباقي الفئات لا سيما الأساتذة والعمال، ما دامت ترفض الاستماع إلى معاناتهم، بحجة أن الجامعة في خطر وتحتاج إلى إنقاذ وليس هناك وقت لتضييعه. العكس هو الصحيح. إذ لدينا دائماً وقت وحاجة للتنظيم. وسيظلّ مصير بقاء واستمراريّة الجامعة على المحكّ إذا أصررنا على المضي في هذا الاتّجاه وعدم الاستماع إلى هواجس هذه الفئات المستبعدة عن النقاشات التي تدور حول أزمة الجامعة».
وأشارت العياش إلى أن الجامعة ترفض حتى الآن الموافقة على «العقد الطلابي»، وهو مشروع رفعه النادي للمجلس الطلابي ويقضي بتجميد الأقساط وإشراك الطلاب في القرار المالي والأكاديمي، خصوصاً في ما يتعلق بالاختصاصات. وسألت: «هل أخذ رئيس الجامعة مصلحة الطلاب ومصيرهم لدى الحديث عن إقفال دوائر وإلغاء اختصاصات؟ وعلى أيّ أساس سيتم هذا الإقفال؟ ووفق أي معايير ستعطي الجامعة أولوية لاختصاص على آخر؟».
حجة تحويل القسط إلى الدولار للدخول في نظام القبول العالمي لا تنطلي على أحد


وحول كلام الرئيس عن تصنيف الجامعة (ranking) من بين أفضل 200 مؤسسة جامعية في العالم، لفتت العياش إلى غياب الشفافية المالية ومنع الطلاب من الاطلاع على الميزانيات، وبالتالي فإنّ «رتبة الجامعة لا تعود مهمّة عندما يعجز عدد كبير من الطلّاب على التسجيل في الجامعة أصلاً». وفي حديث رئيس الجامعة عن «الفرضية المتفائلة بأنّ الليرة ستثبَّت على الـ3000 بالنسبة إلى الدولار»، استغرب النادي كيف قدم الرئيس الطلّاب الذين واكبوا هذه الأحداث على أنهم محرّضون ينشرون الهلع، ولم يكن هناك أي خطّة تهدف إلى وقف «الدولرة» أو تثبيتها على القسط باللّيرة على المدى الطّويل. وأوضحت العياش أن الحجة التي قدمتها الجامعة لتحويل عملة القسط إلى الدولار وهي الدخول في نظام القبول العالمي لم تنطل على أحد، خصوصاً أن جامعات كثيرة في العالم انتمت إلى هذا النظام وبقيت أقساطها بالعملة الوطنية للبلد. وسألت العياش: «ما هي كلفة الأزمة؟ وكيف ستتوزع على الأطراف المعنية في الجامعة؟».
ورأى النادي أنّه «من المفيد لإدارة الجامعة إبعاد مجلس طلّابي شرعي عن مجلس الأمناء كي لا يكون للطلّاب صوت في ما يتعلق بتحديد التكاليف التي ستفرض على الطلاب». وذكّر الرئيس بأنّ «عدم قدرة التعليم الخاص على الاستمرار والاستدامة يثبت أهمية أن تكون هناك جامعة لبنانية قوية ومدعومة مالياً»، وقال إنه يتطلع إلى «رؤية الرئيس في الشارع مجدّداً عندما يعارض الطلاب تسليع التعليم».