ورغم مرور حوالي شهر ونصف شهر على تسجيل أول إصابة بالفيروس في لبنان، إلا أن المخيمات الفلسطينية لم تسجل أي إصابة وفق تأكيدات «وكالة غوث اللحئين الفلطسنيين وتشغيلهم» (أونروا) والجهات الفلسطينية. الإصابة الوحيدة طالت فلسطينياً يقيم في إقليم الخروب. وتحسباً لانتشار العدوى في المخيمات التي تشكل أكثر المناطق كثافة واكتظاظاً، عقدت «أونروا» اتفاقاً مع وزارة الصحة لاستقبال أي مصاب فلسطيني في مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت أو سواه من المستشفيات المعتمدة، على أن تتحمل الكلفة كل من الوكالة (بنسبة 90 في المئة) والسفارة (بنسبة 10 في المئة). كما تتحمل «أونروا» نفقات إجراء الفحوصات المخبرية المرتبطة بالفيروس.
الهلال الأحمر يجهز مستشفى الهمشري في عين الحلوة لاستقبال مرضى «كورونا»
وكانت الوكالة الدولية اتخذت إجراءات عدة داخل المخيمات للوقاية من انتشار الفيروس، لا سيما في عياداتها. وبادر الهلال الأحمر الفلسطيني إلى رش المخيمات والتجمعات بمواد التعقيم. فيما أعلنت لجنة الطوارئ المركزية الفلسطينية التزامها بخطة التعبئة العامة اللبنانية وحظر التجول. وشرعت بفرض إجراءات مشددة «على حركة دخول وخروج سكان المخيمات في ساعات واوقات محددة وتقليل عدد المداخل وإقفال المحال والتزام الوقاية الفردية والتعقيم بجهد مشترك بين الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية واللجان الشعبية والأهلية والقوى الأمنية في المخيّمات ومؤسسات المجتمع المدني الصحية وغير الصحية ولجان الأحياء» بحسب بيان صادر عنها.
الإلتزام بالتعبئة العامة زاد من عبء الوضع المعيشي المزري أساساً في المخيمات. إذ أن معظم سكانها من العمال المياومين الذين تعطّلت أشغالهم وفرضت عليهم البطالة. المبادرة اللبنانية الأولى لدعم العائلات الأكثر حاجة جاءت من بلدية صيدا التي شملت الفلسطينيين المقيمين في نطاقها بخطة توزيع المساعدات. كما أجرت «أونروا» مسحاً لتوزيع المساعدات المالية والغذائية على المحتاجين داخل المخيمات لتمكينهم من الإلتزام بالحجر. ومن المنتظر بأن تبدأ توزيع المساعدات في اليومين المقبلين.