صدر، أمس، القرار الرسمي عن وزارة الصحة العامة، والذي قضى بتشكيل لجنة تقنية تُعنى بالمرأة الحامل في مواجهة الكورونا. لم يأت هذا القرار من العبث. فمنذ اللحظة الأولى، كان ثمة هاجس يتعلّق بصحّة المرأة الحامل التي تستوجب رعاية خاصة في مواجهة الفيروس المستجد. فبحسب بعض الدراسات الصادرة عن الهيئات الدولية، تعدّ النساء الحوامل من الفئات الأكثر عرضة للكوڤيد - 19، نظراً إلى التغيرات الفيزيولوجية والمناعية التي تطرأ عليهن في فترة الحمل.من هنا، كانت اللجنة التي استحدثتها «الصحة» والتي تضمّ ممثلات وممثلين عن دور التوليد والأمراض النسائية في الجامعات والمستشفيات والهيئات العلمية، برئاسة الاختصاصي في الجراحة النسائية والتوليد والصحة الجنسية، الدكتور فيصل القاق. ووفق مصادر في اللجنة، تشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد الحوامل في لبنان يبلغ سنوياً حوالى 120 ألفاً ما بين المقيمات (لبنانيات وغير لبنانيات)، وهي فئة «لا يستهان بها بطبيعة الحال». ولئن كان حتى الآن لم تسجّل أي إصابة بين الحوامل في لبنان، إلا أنه عالمياً، هناك «تقارير تفيد عن إصابات الحوامل بفيروس الكورونا المستجد، وإن لم تسجّل وفيات». مع ذلك، تلفت المصادر إلى أن «الحمل حتى الآن لا يشكل عاملاً إضافياً لزيادة مخاطر الإصابة بكورونا المستجد، وهذا بالتالي لا يستوجب مهامّ إضافية على الحامل لاتباعها أكثر من الأشخاص الآخرين للتوقّي من عدوى كورونا». وعلى هذا الأساس، تخضع الحامل للإجراءات الوقائية العامة المتعلقة بالعدوى أو الشك فيها، إن كان في العزل المنزلي أو داخل المستشفى، في حال تبينت لديها عوارض الإصابة بالعدوى. وبحسب الدراسات المحدودة والحديثة حتى الآن، فإن إصابة الحامل بالعدوى «لا تسبب تشوّهات لدى الجنين، وعليه ليس من داعٍ للإجهاض، علماً أن الفصل الثالث من الحمل هو الأكثر دقة بين فصول الحمل الثلاثة، حيث تزيد إمكانية الولادة المبكرة في هذه الفترة في حال تعرّضت الأم للعدوى». أكثر من ذلك، «لم يتبين إلى الآن وجود أي تأثير للحامل المصابة بكورونا المستجد على الجنين إذ ليس هناك من انتقال عامودي من الأم إلى الجنين أو خلال الولادة».
إصابة الحامل بالعدوى لا تسبّب تشوّهات للجنين


حتى بعد الولادة، «لا خطر من انتقال الفيروس أيضاً إلى حليب الأم ولا خطر من نقل العدوى عن طريق الرضاعة الطبيعية». مع ذلك، الخطر لا ينتفي كلياً، إذ أنه على الأم التي تحمل العدوى أن «تحمي طفلها من نقل العدوى إليه عن طريق رذاذ العطس وغيره».
من جهة أخرى، تعمل اللجنة، وفق المصادر، على وضع بروتوكولات طبية وسريرية ووقائية، بالتنسيق مع الجمعيات العلمية الدولية والوطنية ووزارة الصحة العامة، حول الإجراءات الوقائية التي يتوجب على الحامل اتخاذها، في حال الشك أو الإصابة، لحماية المولود. يضاف ذلك إلى مهمتها الرئيسة التي تتمثل برصد ومتابعة إصابات الحوامل عن طريق وضع تقارير دورية، إضافة إلى إعداد موارد ومواد تثقيفية وتدريبية للأطباء والقابلات القانونيات والعاملات والعاملين الصحيين في ما يتعلق بصحة الأم إلى جانب إنتاج مواد إرشادية للحامل، وإقامة دورات تدريبية لمواكبة جهود وزارة الصحة بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية.