ليل أمس، فوجئ المديرون وأساتذة الملاك والمرشدون الصحيون في المدارس والجامعات والمعاهد المهنية الرسمية والخاصة بقرار صادر عن وزارة التربية يدعوهم إلى الحضور إلى أماكن عملهم طوال فترة تعليق الدروس من اليوم وحتى نهاية الأسبوع، من أجل مواكبة الخطة الوطنية لمكافحة «كورونا».وخلافاً للأصول المعمول بها في المدارس الرسمية، تبلغ المعنيون القرار، عبر الواتساب ومواقع التواصل الاجتماعي، وبعد نحو 48 ساعة على القرار بإقفال المدارس وليس بتعليق الدروس. وبدا لافتاً أن يشمل القرار الجديد المؤسسات التربوية الخاصة أيضاً، فيما سلطة الوزارة عليها هي سلطة وصاية.
وسأل المعترضون عما إذا كان الأساتذة خارج دائرة الاهتمام الصحي للوزارة وعن الجدوى من أن يداوموا في صفوف فارغة من الطلاب، حيث لا عمل لهم سوى تكبيد الخزينة العامة كلفة النقل، فيما الدولة في حالة عجز. أما إذا كان الهدف هو تعقيم المكان، فإنّ ذلك لا يحتاج، بحسب المعترضين، أكثر من يوم واحد يحضر فيه المدير والمرشد الصحي للإشراف على العملية. وفي تعليقات ساخرة، سأل المعترضون ما إذا كان الأساتذة لا يتأثرون بالفيروس أو "anti- corona".
من جهته، طالب التيار النقابي المستقل وزير التربية بالرجوع عن قرار الحضور، باعتبار أنّ الإغلاق كان يهدف إلى التخفيف من التجمعات منعا للعدوى ويفسح المجال لتعقيم المؤسسات، والأساتذة جزء من هذا المجتمع الذي يتهدده الفيروس، سائلاً: «ما الغاية من تعريضهم للعدوى ونقل الفيروس إلى عائلاتهم؟». ودعا التيار إلى الاستعاضة عن الحضور بتوجيهات تربوية لمواكبة التلامذة تعلميا من خلال تزويدهم عبر وسائل التواصل بتمارين وتطبيقات وبرامج ترتبط بالمناهج التعليمية.
طالب التيار النقابي المستقل بالرجوع عن قرار المداومة


وفي رسالة صوتية، أبلغ رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي نزيه جباوي الأساتذة أن الرابطة سجلت اعتراضاً لدى المدير العام للوزارة فادي يرق على عدم إشراكها في الاجتماعات التي تعقدها الإدارة التربوية في هذا الخصوص. ونقل عن وزير التربية طارق المجذوب ويرق قولهما إن الهدف من حضور الأساتذة هو إعداد خطة تربوية وإدارية لمواكبة التطورات بشأن الفيروس والتشاور في برنامج عمل لمواكبة المرحلة المقبلة، في ما لو امتدت الأزمة أكثر من أسبوع. ولفت إلى أن اجتماعاً سيعقد، عند التاسعة والنصف من صباح اليوم، بين الرابطة ومديرية التعليم الثانوي لبحث التفاصيل.
وكان المجذوب عقد سلسلة اجتماعات تربوية وإدارية، بدأها مع رئيس الجامعة اللبنانية فؤاد أيوب والمدير العام للتربية والمديرة العامة للتعليم المهني والتقني هنادي بري، وجرى البحث في كيفية مواجهة كل مستجد يتعلق بفيروس «كورونا». وركز المجتمعون على أهمية التوعية العامة في المؤسسات ومع الأهل وعبر وسائل الإعلام عن طريق الأطباء والمتخصصين.