في أيلول الماضي، فضّ اللاجئون الأفارقة اعتصاماً مفتوحاً كانوا نفّذوه لفترة طويلة أمام مبنى المفوّضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR) في بيروت، مانحين مهلة شهر للمنظّمة لإبداء حسن النيّة وبدء البتّ في ملفات لجوئهم. لكنّ المعاملة «عادت أسوأ مما كانت، وأتت بنتيجة عكسيّة» على ما يقولون، ما دفعهم للعودة الى الاعتصام المفتوح منذ 3 أشهر. عدم تجاوب المفوّضية أو حوارها معهم، أوصل المعتصمين إلى قناعة بأن «المفوّضية هي الظالمة، فما جدوى اعتصامنا أمامها؟»... مع ذلك، بقي عدد قليل بينهم يبيت على الرصيفين الوسطي والمقابل لمبنى المفوّضيّة، إلى أن عمدت القوى الأمنيّة اللبنانيّة إلى فضّ اعتصامهم بالقوّة أول من أمس، عبر إزالة ما تبقّى من خيم وحرامات.أحد أعضاء لجنة اللاجئين السودانيين أوضح لـ«الأخبار» أن «البتّ في الملفات لناحية قبول مقدّميها كلاجئين بطيء جداً، أما المعاناة الأسوأ فهي تعرّضنا للعنصريّة من قبل المفوّضية، وعدم التعامل معنا باحترام وعلى قدم المساواة مثل اللاجئين من دول أخرى». ولفت الى «أننا قضينا أشهراً في الاعتصام ولم تلتفت المفوضيّة إلى الأطفال المعتصمين معنا، ولم تحاورنا، في حين أن أطفالاً لاجئين من تابعيّات أخرى يلقون الرعاية والاهتمام خلال زيارة أهلهم للمفوّضيّة لإنجاز أوراقهم!». المقارنة بين مظلومين، ليست إلاّ محاولة من اللاجئين للتعبير عن مدى سوء المعاملة التي يلقونها من المنظّمة، وتغاضيها عن مطالبهم، والطلب من القوى الأمنيّة فضّ اعتصامهم بالقوّة. التمييز الذي يتحدّثون عنه في الشكل، يرجع في مضمونه إلى التحوّلات في سياسة الدول الأوروبيّة، والغرب بشكل عام، تجاه اللاجئين من أفريقيا.
فضت القوى الأمنيّة الاعتصام بالقوّة وأزالت ما تبقّى من خيم


المطالب نفسها يحملها اللاجئون الأفارقة منذ سنوات بالحصول على صفة اللجوء وبتسفير من حصل عليها إلى بلدان التوطين «الموعودة»، وخصوصاً أن عودتهم إلى بلدانهم لم تعد متاحة للظروف السياسيّة والاقتصاديّة نفسها التي خرجوا بسببها. وبذلك، هم عالقون في لبنان، وهو محطّة لجوء مؤقتة لهم، من دون أن يتمكّنوا من عبوره إلى بلدان أخرى، وبعضهم فاق انتظاره الـ18 سنة. ويقدّر عدد المسجّلين بين هؤلاء بـ2400 طالب لجوء «معظمهم لا تزال ملفّاتهم مقفلة أي أنّها لم تُدرس للبتّ بصفة لجوئهم، وبعضهم نال صفة اللجوء من دون أن يتمكّن من السفر من لبنان، وقسم آخر غير معترف به ولم ينل الصفة بعد». هذا بالنسبة إلى المسجّلين، في حين أن العدد الأكبر غير مسجّل.