يوماً بعد آخر، يعود الزخم إلى التحركات الشعبية في الشارع. أداء السلطة، بسياسييها ومصرفييها، يستفزّ مشاعر اللبنانيين الذين يرون أن أحداً لا يبالي بالأزمة الاقتصادية التي تزداد حدة يوماً بعد آخر. الغضب الشعبي يتغذى بالإجراءات المصرفية، وبتصريحات حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأسبوع الفائت، التي شرّع فيها للمصارف إذلالها للناس. يوم أمس، شهدت طرابلس التحركات المعتادة فيها. إقفال طرق، واعتصام أمام «المالية»... لكن بيروت شهدت عودة التحركات إلى محيط مصرف لبنان، حيث اقتحم منتفضون السياج المحيط بالأشغال القائمة عند مدخل المصرف، قبالة وزارة الداخلية، مردّدين هتافات مندّدة بالحاكم وسياساته. وقد استمر التحرك أمام المصرف لوقت طويل نسبياً. وسبق ذلك إقفال محتجين لطريق «الرينغ» وسط العاصمة، قبل أن يُعاد فتحه من قبل القوى الأمنية. وأعلنت مجموعات في الحراك بدء «أسبوع الغضب» من اليوم، داعية الى المشاركة الكثيفة بوجه من أوصلوا الدولار الى 2500 ليرة.في صيدا، ومن دون سابق إنذار، تصاعد التوتر في تقاطع إيليا بين المتظاهرين والجيش اللبناني. ففي ختام مسيرة سلمية نظّمها ناشطون في التنظيم الشعبي الناصري انطلقت من حي القياعة باتجاه إيليا، وقع سوء فهم بين أحد المتظاهرين وعنصر في الجيش. وبشكل لافت ومبالغ فيه، بادر الجندي بضرب الشاب، ما أثار غضب المتظاهرين، وساد حال من الهرج والمرج وتدافع تسبّب في حالات إغماء بين المتظاهرين. توسعت رقعة الغضب الى خارج إيليا. تنادى الناشطون من صيدا لمؤازرة رفاقهم الذين نصبوا الخيم في الطريق وقطعوا حركة السير في الاتجاهات كافة. حينها، حاول الجيش منع المتظاهرين من إقفال الطريق، ووقع تضارب أدى الى وقوع عدد من الجرحى بين المتظاهرين بعد استخدام الجيش الهراوات لضربهم. حتى منتصف الليل، كانت محاولات فتح الطريق قد فشلت، وسط تصاعد لحال التوتر والغضب في المدينة. ودعا ناشطو الحراك في صيدا الى يوم غضب اليوم وإقفال عام.