لم يحلّ بتلة الخياط أمس أي ممثل عن ساحات الحراك في النبطية وصور وكفررمان وصيدا. ناشطو الانتفاضة الشعبية في الجنوب لم يشاركوا في اليوم المفتوح الذي خصّصه أمس رئيس الحكومة المكلف حسان دياب للقاء قادة الحراك وناشطيه. منهم من تلقّى الدعوة ورفضها ومنهم من رغب في لقاء دياب، لكنه لم يحظ باتصال.قبيل منتصف ليل السبت، تلقّى الطبيب جمال بدران اتصالاً من دائرة المراسم في رئاسة مجلس الوزراء تبلغه رغبة دياب في لقائه بصفته ناشطاً في حراك كفررمان. بالتزامن، تلقّى زميله في عضوية المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني والناشط في حراك النبطية الطبيب عمران فوعاني اتصالاً مماثلاً وللغاية ذاتها. استمهل الرفيقان لمشاورة شركائهما في الساحتين، فكان قرار الأكثرية الرفض. في حديث إلى «الأخبار» قال بدران إن دعوة دياب «نحترمها، لكن يجب أن يكون قد حفظ مطالب الانتفاضة عن غايب بعد أكثر من شهرين من وجودنا في الشارع». وفي التجمع الذي نفّذ عند دوار كفررمان يوم أمس، تحت شعار «وقفة إصرار»، تضامناً مع الجيش اللبناني وضد الخطاب الطائفي، حدّد الناشطون موقفهم من حكومة دياب: «نحن مستمرون في انتفاضتنا ونجدد المطالبة بحكومة انتقالية من خارج المنظومة السلطوية وذات صلاحيات استثنائية بإلغاء ما يسمى الورقة الإصلاحية وإقرار قانون انتخابات نيابية على أساس النسبية خارج القيد الطائفي واسترجاع المال والاملاك المنهوبة».
رفض دعوة دياب كان أكثرياً في النبطية أيضاً. وفق إحدى الناشطات في الحراك، سلام بدر الدين، إن «أول سبب لرفض الدعوة هو أنها وصلت عبر مدير المراسم في القصر الجمهوري لحود لحود». المشكلة ليست في شخص الأخير بل في «عدم استقلالية دياب عن أفرقاء السلطة. وما رفضه الحراك للحوار مع رئيس الجمهورية ميشال عون، يحاولون تمريره عبر دياب». أما السبب الثاني، فكان «باختيار فوعاني وبدران ذوي الصفة الحزبية». بدران لم ينف رفض حراكي النبطية وكفررمان لتمثيلهما عبر حزبيين، لكنه أكد أن اختيارهما لم يكن عبر قيادة حزبهما، بل عبر أشخاص على معرفة مسبقة بهما.
صيدا كانت أكثر تشدّداً برفض دعوة دياب. وقع الخيار لتمثيل الحراك في لقاءات دياب على الناشطين نادر العر وأحمد شعيب. وفق مصادر مواكبة، وصل الاسمان عبر أحد الموظفين في الجامعة الأميركية، الصديق لدياب والمشارك في حراك صيدا. بعد استشارة اعتصام إيليا، تقرر عدم تلبية الدعوة. في بيان له، قال شعيب إنه اعتذر لأنه «لا يرى جدوى منه لمصلحة الحراك في ظل الظروف المحيطة بالتكليف، خاصة ان اللقاءات الصغيرة الجانبية توحي بأسلوب فرق تسد». أما بيان حراك «صيدا تنتفض»، فجاء فيه أن «اللقاءات هي حفلة العلاقات العامة ولن نسهم في تلميع صورة الرئيس المكلف، والهدف المباشر منها خرق صفوف الحراكات ومحاولة تطويعها. ومن ينجر إليها لا يمثل إلا نفسه».
في صور، برز تباين واضح بين ناشطي الحراك، رغم أنهم لم يتلقّوا أيّ دعوة. الفئة المحسوبة على الحزب الشيوعي رفضت لقاء دياب. أما الناشطون المستقلون، فأصدروا بياناً دعوا فيه إلى إعطاء الرئيس المكلف فرصة لتأليف حكومة تكنوقراط. في حديث إلى «الأخبار» قال الناشط حاتم حلاوي إنهم جاهزون للقاء دياب ولديهم ورقة مطالب واضحة؛ «أصبحنا كمن ينزل إلى الشارع ليرفض ويعرقل وليس لنسهم في الوصول إلى حل! الناس تريد أن تأكل وتشرب».