أمام "حوارات المنامة" التي ينظّمها سنوياً المركز الدولي للدراسات الاستراتيجية، أدلى المستشار الأمني والعسكري لرئيس الحكومة سعد الحريري، مارون حتّي، بموقف من خارج السياق الداخلي، وطرح على قائد القوات الأميركية في «المنطقة الوسطى» سؤالاً هو أقرب إلى «أمنية»، قال فيه «إننا» سبق أن «طلبنا» من الجيش اللبناني، على مدى 6 أشهر، «الاستعداد لرد فعل على فعل من جانب حزب الله»! حتّي هذا، الذي كان مديراً للعمليات في الجيش، كان يُعدّ الرجل الأوثق لمنظومة الحريري في الجيش، وكان «تابعاً» للرئيس السابق لفرع المعلومات الشهيد وسام الحسن. كذلك كان حتّي رجل الأميركيين والبريطانيين في الجيش، ورعى «تغلغل» الدولتين في المؤسسة العسكرية في عهد القائد السابق للجيش العماد جان قهوجي. في إحدى جلسات المؤتمر الذي عُقد بين 22 و24 تشرين الثاني الجاري، قال حتّي:«أنا كجنرال متقاعد في الجيش اللبناني كنت بين الأشخاص الأكثر حماسة لتعزيز الشراكة بين القوات المسلحة اللبنانية وقوات الولايات المتحدة. بعد هذه المقدمة الصغيرة، بات من البديهي أن الوضع في لبنان اليوم لن يعود الى حالة الستاتيكو التي كانت سائدة قبل 17 من تشرين الأول. وجميعنا يعلم أن في جوهر الأزمة يوجد على المحك التغيير المقبل في مسار لبنان نحو الحياد، إن لم يكن نحو استدارة واضحة باتجاه العالم العربي الحديث والغرب بشكل عام لسببين، أهمهما ثقافي ويعود لكون اللبنانيين في ثقافتهم وفي نمط حياتهم أقرب بما لا يقاس من هذا العالم العربي الحديث والغرب مما هم من إيران والملالي. وفي هذا الجو العام، هناك الكثير من التوتر المتصاعد في لبنان وصراع بين الأجيال، والقوات المسلحة اللبنانية تقف بين فصيلين في لبنان وتحاول القيام بدور صعب. ولكن ماذا لو، في لحظة ما، كان هناك أزمة، أزمة عنيفة، وضعت القوات المسلحة اللبنانية في مواجهة حزب الله؟ علماً بأن التحضير لمثل ردّ الفعل هذا من جانب القوات المسلحة اللبنانية على فعل من جانب حزب الله يمكن أن يخدم كنوع من الردع. ونحن كنا ندعو القوات المسلحة اللبنانية للقيام بهذا خلال الأشهر الستة السابقة للأزمة الحالية، لأننا رأينا الأزمة المقبلة. لو حصل هذا، لو اصطدمت القوات المسلحة اللبنانية مع حزب الله، في ظل غياب أي مظلة سياسية محلية، ماذا سيكون رد فعل الولايات المتحدة؟".