قبل ثلاثة أعوام، كان الناشط مكرم رباح صديقاً لصيقاً بالنائب تيمور جنبلاط. ولأسباب ما، ابتعد رباح عن تيمور بطلبٍ من والده النائب السابق وليد جنبلاط، ليتحوّل سريعاً إلى ناشط وإعلامي مهمّته الهجوم على حزب الله وتحميله مسؤولية التطورات السياسية والاقتصادية في البلاد على خلفية مشاركته في الأزمة السورية، متنقّلاً بين العربية وسكاي نيوز ومراكز الدراسات التي تطارد حركة حزب الله في لبنان والإقليم. قبل أيام، أطلّ رباح في لقاء حواري بثّ عبر الانترنت على موقع «معهد واشنطن» (إحدى أذرع اليمين الصهيوني في العاصمة الأميركية)، مع زميليه حنين غدّار ولقمان سليم، إضافة إلى جان طويل، ليدعو الولايات المتحدة الأميركية إلى توسيع عقوباتها لتطال حلفاء حزب الله وتحديداً «الموارنة»، لكي تأتي العقوبات بالنتائج المرجوّة أميركاً. وطمأن رباح إلى أن ما لم يقم به «المجتمع الدولي» لناحية الضغوط، «يقوم به المحتجون ومن دون دعم خارجي». بالمناسبة، رباح هو أستاذ محاضر في كلية التاريخ في الجامعة الأميركية في بيروت، لكنّه قرّر استخدام موقعه انسجاماً مع الدور الذي يلعبه رئيس الجامعة فضلو خوري في محاولة التأثير في مسار الاحتجاجات الشعبية والسعي إلى حرفها عن مطالبها الحياتية والاقتصادية والإصلاحية والتقدمية، وجعلها في خدمة المشروع الاميركي في المنطقة. ويطلب رباح من تلاميذه حضور صفوفه ليس في مبنى الجامعة، بل في القاعة البيضاوية في وسط بيروت، إضافة إلى برامج يعدّها رباح مع محاضرين آخرين لتدريس كيفية إسقاط مؤسسات الدولة والسيطرة على السلطة ومواجهة حزب الله!