وازن الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، في كلمته أمس، بين رفض فرض المزيد من الضرائب على الفقراء وذوي الدخل المحدود، وبين التمسّك ببقاء الحكومة الحالية لأنّ وضع البلد لا يسمح بانتخابات مُبكرة ولا بحكومة تكنوقراط ولا بحكومة سياسية جديدة ستُشكّل من القوى نفسها. ودعا إلى أخذ العبرة من الانفجار الشعبي، وتبديل المنهجية التي تُدار فيها الأزمة الاقتصادية التي «ليست وليدة الساعة، ولا العهد الجديد، ولا الحكومة الحالية، إنّما نتيجة تراكم 30 سنة». واعتبر نصرالله كلمته أمس، في مراسم أربعين الامام الحسين، أنّ «من المُعيب أن يتنصّل أحد من المسؤولية. من السهل إلقاء التبعات على الآخرين، الانسحاب من الحكومة، الاستقالة، ركوب الموجة، أو كما اعتاد البعض أن يقف على التلّ لمراقبة وجهة الأحداث. بعض القيادات في لبنان تتصرّف هكذا، ساعة تشاء تتخلّى عن أي مسؤولية من الماضي والحاضر، وتُلقي التبعات على الآخرين. لا يقدر واحد حكم البلد لـ30 سنة أن يجلس على التلّ. هذا سلوكٌ يُعبّر عن انعدام الروح الوطنية في التعاطي مع الشعب والبلد». ومَن يهرب مِن تحمّل المسؤولية «يجب أن يُحاكم، خصوصاً الذين أوصلوا البلد إلى هذا الوضع الصعب. أما القوى السياسية التي تريد في هذا التوقيت الحساس خوض معركة إسقاط العهد، فاسمعوا هذه النصيحة: تهدرون الوقت، وتُتعبون البلد، والعهد لا يُمكنكم إسقاطه».
سننزل إلى الشارع عندما تفرض ضرائب جديدة على الفقراء

وأكد نصرالله أنّ «ما حصل في اليومين الماضيين يُعبّر أنّ معالجة الوضع بالضرائب سيؤدي إلى انفجار شعبي». واعتبر أنّ أهمّ نتيجة للحراك الشعبي، «اقتناع المسؤولين بأنّ الناس لم تعد قادرة على تحمّل رسوم وضرائب جديدة. رسالة مهمة ويجب أن يستوعبها كلّ المسؤولين، لأنّ كل القوى ستُصبح عاجزة عن الإمساك بالشارع». فبعض القوى السياسية، تعني بالاصلاحات المزيد من الضرائب والمسّ بحقوق الموظفين... «هذه إجراءات تؤدي إلى الإنفجار»، مشدداً على أنه «غير صحيح أنّه لا حلّ سوى الضرائب، هناك أفكار كثيرة ولكنها بحاجة إلى شجاعة وجرأة. لسنا بلداً مُفلساً، بل بحاجة الى أن يدير أزمته الاقتصادية ويخرج منها. المشكلة هي في المنهجية». فحتى الآن تريد السلطة «أن يُضحّي فقط الفقراء... هناك أزمة ثقة عميقة جدّاً بين الشعب والدولة، بكل مكوناتها، لن يُصدّق كلّ ما يُقال له. نحن بحاجة إلى العمل الجدّي».
وللمتظاهرين، أكد نصرالله «احترام خياركم بالتظاهر وصرختكم المُعبّرة عن وجعكم. رسالتكم وصلت قوية إلى المسؤولين جميعاً»، مؤكداً أن الحراك الشعبي، «عفوي ولا يقف أي حزب أو سفارة أو تنظيم خلف هذه التظاهرات» التي فضّل حزب الله البقاء خارجها، «لأنّها ستتحول عندها إلى صراع سياسي ومحاور إقليمية. نصيحتي انتبهوا إلى حركتكم حين تتبناها أحزاب في السلطة، فمعناها أنّ حراككم سيتحوّل من مطلبي - اجتماعي إلى سياسي. لتنجحوا يجب أن تفصلوا حراككم عن الأحزاب السياسية». وشدد على حزب الله سيبقى بمنأى عن أي تحركات في الشارع، طالما أنّ «حزب الضرائب» لم ينجح بتمريرها داخل الحكومة أو مجلس النواب، «ولكن سننزل إلى الشارع إذا فُرضت ضريبة جديدة». ونزول حزب الله لا يُشبه غيره من التحركات، «نحنا إذا نزلنا ما منطلع قبل تحقيق الاهداف».