لم تنتهِ معاناة الموظفين في مؤسسات رئيس الحكومة سعد الحريري بعدَ قراره إقفال جريدة «المُستقبل» وإلحاق الشاشة الزرقاء بها. فبعدَ مدة طويلة من العمل من دون رواتب، وصرف الموظفين من دون وجه حق، ووقوفهم على أبواب المؤسسات للمطالبة بدفع مستحقاتهم وحقوقهم التي «يعجز» الحريري عن دفعها، دخل الموظفون في مرحلة جديدة من «الإذلال». فقد علمت «الأخبار» أن الموظفين الذين بدأوا منذ أربعة شهر بتقاضي جزء من حقوقهم «بالقطارة»، فوجئوا بعدَ تأخر الدفعة الخامسة لنحو نصف شهر، بتحويل هذه الدفعات من الدولار الى الليرة اللبنانية. علماً بأن العقود الموقعة مع المؤسسات التي كانوا يعملون فيها تنصّ في معظمها على تقاضي الرواتب بالعملة الأجنبية، ويحصل ذلك في عزّ الأزمة النقدية التي تمُرّ بها البلاد، وعدم ثبات سعر صرف الليرة في السوق. ولم تكتف إدارة التيار بذلك، بل عمدت إلى إجبار الموظفين على صرف الشيكات المُعطاة اليهم من بنك البحر المتوسط، أي وضع الشيكات في حساباتهم الخاصة التي كانت مفتوحة لتوطين الراتب، ما يعني فتح مجال للمصرف لاقتطاع جزء من هذه الدفعات لمصلحته، وخصوصاً أن عدداً كبيراً من الموظفين سبقَ أن حصلوا على قروض من بنك البحر المتوسط، لكنهم قصّروا في دفع الأقساط نتيجة تأخر صرف الرواتب لأكثر من عام. وقد اشتكى عدد من الموظفين السابقين من الإجراءات الجديدة، وخصوصاً أن أغلبهم لا يزالون يبحثون عن عمل.