مشكلة النفايات في منطقتي بنت جبيل ومرجعيون نحو حل جذري... بعد عامين. هذا ما أكّده مسؤول العمل البلدي في حزب الله، رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي الزين لـ«الأخبار»، بعدما أدى توقّف معظم معامل فرز النفايات في القضاءين، «لعدم توافر الامكانات المادية لتشغيلها»، الى انتشار عشرات المكبات العشوائية على التلال المحيطة بالقرى والبلدات. حرائق المكبات، الصيف الماضي، وزّعت سمومها على المناطق السكنية، وعرّضت الأهالي لأضرار صحية «ثبت طبياً أن سببها الدخان الناجم عن النفايات»، بحسب الطبيب محمد قشمر، لافتاً الى أن «نسبة كبيرة من الأطفال بدأوا يعانون من التهابات رئوية حادة». وزاد الطين بلة تأخر البلديات في رفع النفايات من الشوارع، واكتشاف كميات كبيرة من النفايات الطبية في بلدة الصوانة (مرجعيون)، مصدرها أحد مستشفيات المنطقة.الزين أكد أن هناك «خطوات عملية لمعالجة مشكلة النفايات» في أكثر من 30 بلدة تابعة لاتحاد بلديات بنت جبيل واتحاد بلديات جبل عامل واتحاد بلديات القلعة. وأوضح أن الاتحادات الثلاثة اشترت عقاراً تزيد مساحته على 80 ألف متر مربع في منطقة نائية في ابل القمح، لإنشاء مطمر صحي ومعمل قادر على فرز 150 طناً من النفايات يومياً. المشروع الذي يحظى بتمويل من الاتحاد الأوروبي نال موافقة مبدئية من وزارة البيئة التي طلبت إجراء دراسة أثر بيئي تمنح على أساسها الموافقة النهائية. وأشار الزين الى أن «إنجاز المشروع سيستغرق عامين، وهو قادر على حل مشكلة النفايات في المنطقة بشكل نهائي».
في انتظار إنجاز المشروع، على البلديات إيجاد خطة لمواجهة مشكلة تراكم النفايات. وفي هذا السياق، قدم رئيس بلدية عيترون المهندس سليم مراد مشروعاً مبنياً على دراسة ميدانية أجراها اتحاد بلديات بنت جبيل، يبدو أنه الأقرب الى التنفيذ في وقت زمني قصير. وهو يتعلق بإعادة تأهيل معامل فرز النفايات الموجودة في بلدات الاتحادات الثلاثة في القضاءين، من بينها ثلاثة معامل في بلدات شقرا وبنت جبيل وعيترون، ورفع انتاجيتها لتستوعب نفايات المنطقة كلها، وشراء مكابس للعوادم، على أن تغطى الكلفة المالية من ميزانيات الاتحادات والبلديات المشاركة. وإذ يلفت الزين الى «مشكلة عدم قدرة بعض البلديات على تكبّد أيّ كلفة مالية»، يؤكد رئيس اتحاد بلديات بنت جبيل رضا عاشور أن «أولوية الاتحاد هي دعم هذه المشاريع المفيدة والتخفيف من التلوث البيئي، ما يخفف من الفاتورة الصحية الكبيرة التي يتكبّدها المواطن بسبب التلوث».
مطمر ومعمل فرز لأكثر من 30 بلدة وقرية في القضاءين


وبحسب مراد، تبلغ نسبة العوادم نحو 25% من مجمل النفايات «سيتم طمرها في مطامر صحية تُنشأ في كل بلدة، على نفقة البلديات، وفي الأماكن التي تحولت الى مكبات ومحارق ملوّثة»، مؤكداً أن الدراسة تلحظ منع تلوث المياه الجوفية، خصوصاً أن المنطقة تعتمد الآن على المياه المستخرجة من الآبار الجوفية في وادي السلوقي ووادي الحجير، بعدما تلوثت مياه الليطاني.