لا تزال التحركات الغاضبة من عودة العميل عامر الفاخوري إلى لبنان مستمرّة. ليس آخرها الندوة التي نظّمتها «جبهة الإعلام المقاوم» في مطعم الساحة (طريق المطار)، أمس، بعنوان «عملاء لا مبعدون». الأسبوع المقبل سيكون حافلاً بمزيد من التحرّكات المندّدة، ليس بعودة الفاخوري وحسب، بل بالطريقة «الرخوة» التي حكمت التعامل مع عملاء إسرائيل سابقاً وحاليّاً. ندوة أمس شارك فيها عضو المجلس السياسي في حزب الله، مصطفى الديراني، وهو أسير محرّر وأحد الذين عانوا كثيراً جراء التعذيب في معتقلات العدو. يرى اليوم أنّ «العملاء كانوا بمثابة الذراع القويّة للاحتلال، وهذا الاحتلال لم يكن ليدوم طويلاً لولا العملاء». شارك في الندوة كذلك أستاذ القانون الدولي حسن جوني، الذي أسهب في شرح الخلفيّة القانونيّة للمسألة، وكيفية سموّ القانون الدولي على الدستور والقوانين اللبنانية، مع ما يعنيه ذلك من عدم جواز التذرع بغياب المواد القانونية لمحاكمة مرتكبي جرائم الحرب. بدوره، تحدّث وكيل الأسرى المحررين المحامي معن الأسعد، وأشار إلى تمادي جرم العمالة للفاخوري، ما يعني سقوط مبدأ تقادم الزمن على الحكم القضائي الصادر بحقّه بأكثر من وجه قانوني.حضر الندوة، التي أدارها الأسير المحرر نبيه عواضة، عدد من الأسرى المحررين، وكلّ منهم تحدّث عن تجربته مع الاعتقال، في معتقل الخيام تحديداً، حيث كان الفاخوري هناك، ذات فترة، هو الآمر بالتعذيب والقتل. أحد المحررين، وهو علي درويش، تحدّث عن الألم النفسي الذي يُصيبه حالياً بمجرّد سماعه كلمة «معتقل الخيام»... مشيراً إلى حاجته إلى الأدوية التي ما عاد بإمكانه العيش من دونها جرّاء ما عاناه هناك. لا يزال الأذى الذي لحق بدرويش، وسواه مِن الأسرى المحررين، كديغول أبو طاس الذي تحدّث عن تجربته أيضاً، مستمراً بتقادم الزمن.