لنصر تموز لحظات لا تُنسى أرخت وقائعها بعيداً عن العيون. مرحلة ما بعد إعلان النصر كان لا بد أن تستكمل بجملة من لقاءات سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مع كوادر الحزب ومجالسه. وكنا في المجلس السياسي ننتظر بفارغ الصبر هذا اللقاء. فالسيد لا ينفك يأخذ مكانه في القلوب بتواضعه الشديد وإخلاصه المفعم بالإيمان. تاجه التقوى وعزيمته الجهاد وشجاعته تلاوين عشق الحسين في ركب كل شهيد... كان الشوق إلى لقياه جارفاً... كانت كل البشائر معه تضحك جزلة. سيد التاريخ ممرغ أنوف المستكبرين. كلامه الساكن في خفقات قلوبنا تلي فعل النصر في امتدادات 33 يوماً من حيواتنا نحن المستبشرين فرحاً بالالتماعات تشعّ من نور وجهه إيذاناً بنصرنا، آسراً عقولنا والقلوب، ونحن نفقد صبر الزمن بانتظار رؤيته... مع دخول الليل المديد حين أطل مقبلاً علينا نحن الجمع الصغير من أبناء المقاومة في أحد المنازل بعيداً عن العيون المترصدة والمنكسرة أمام قامته الشامخة، لكأن ملائكة الحب والحفظ والرحمة والنصر تسعى بين يديه مبتهجة تفاخر بصاحبها سليل النبوة كبرد وسلام نزل على القلوب الوالهة إليه. في ابتسامة ثغره ألف سرور وشفاء.. في عينيه امتزج النصر والشوق والأبوة بشاشة والأخوّة ليناً ولهفة أخذت بمجاميعنا. على كتفيه استرخت كوفية عشق فلسطين، والوجه في تفاصيله أنار القلوب، والابتسامة على محيّاه واكبت السلام عليكم بنكهة الواصلين والانتظار لتعانقه القلوب كأنه دهر الداهرين الواحد تلو الآخر يسكب الشوق حباً لسيد المقاومة في همسات وتمتمات وكلمات تليق بمقام المتحابين فى الله وضحكات العيون ترتقب منشدة إليه. كل الأطهار يعبق أريجهم من كله الحبيب. كان دعاءً وكلاماً فاض القلب فيه بالحفظ والنصر والفداء بالأرواح لعزيز محمد وآله الطاهرين.كانت ليلة قدرنا ونصرنا وفرحنا. كان الكلام لسماحة السيد حسن نصرالله الأمين والحبيب والقائد ممتداً سلاماً حتى طلوع الفجر، فالسلام عليك يوم ولدت، والسلام عليك يوم انتصرت، والسلام عليك يوم تصلي في القدس إماماً للمجاهدين.
* قيادي في حزب الله