بعد تحديد موعد الانتخابات النيابية الفرعية في صور في 15 أيلول المقبل لانتخاب خلف للنائب المستقيل نواف الموسوي، أدار حلفاء حزب الله وخصومه محركاتهم جدياً، لاتخاذ موقف في المنطقة التي ستُخاض فيها الانتخابات في الدائرة الصغرى، وفق النظام الأكثري. الاحتمالات مفتوحة على النتيجة، باستثناء هزيمة مرشح «نحمي ونبني». لكن الجادين في اعتراضهم لن يرضوا بإمرار الانتخابات بالتزكية.«كبّروا عقلكم». إجابة سريعة صدرت عن رياض الأسعد عندما عرض عليه أحدهم الترشح للمقعد الشاغر في قضاء صور. المرشح الدائم عن قضاء الزهراني لم يقلع عن اعتراضه على الواقع التمثيلي في الجنوب، لكنه لا يرى في الاستحقاق الآتي من خارج السياق بوادر معركة.

(هيثم الموسوي)

«النتيجة محسومة لمصلحة حزب الله لأن لا منافسة ومعارضة جديتين»، قال في حديث إلى «الأخبار». إحجام الأسعد تقابله حماسة لدى الحزب الشيوعي اللبناني لخوض المعركة. «لن نسمح بالتزكية على مقعد يمثّل عشرات الآلاف»، قال رائد عطايا مرشح الحزب في الانتخابات النيابية الأخيرة عن أحد المقاعد الأربعة في القضاء. منذ إعلان الموسوي استقالته، بدأت الاتصالات بين أعضاء لائحة «معاً نحو التغيير» التي خاضت الانتخابات بدعم من «الشيوعي» وشخصيات يسارية ومستقلة. حماسة صامدة برغم أن الناخبين قبل عام ونيف لم يعطوا اللائحة أكثر من عشرة آلاف صوت. فما هو سقف طموح المعترضين في انتخابات فرعية بنظام أكثري؟ «طموحنا بأن يتحرك الناخب الصامت الذي يمثل الأكثرية... الذي يعترض ويشكو، لكنه لا يبادر إلى التغيير»، يجيب عطايا. في غضون أسبوع، ستتضح الرؤية لدى المجموعة حول هوية المرشح وبرنامج العمل. يتنبّه إلى أن توحيد الرؤية داخل البيت الواحد أصعب من إقناع الجمهور المتردد. فالشيوعيون الذين يفاخرون بأن لهم قواعد عريضة في بلدات عدة في صور (منها طيردبا والبازورية وعين بعال وصريفا)، لم يمنحوا عطايا (عضو اللجنة المركزية) إلا 1382 صوتاً تفضيلياً. فهم خاضوا معركة عام 2018 بصفوف غير متراصة. فعند تشكيل اللائحة، اعترض قياديون في الحزب على قرار القيادة لناحية المرشحين والتحالفات.
قلق من الإحجام عن التصويت بحجّة النتيجة المحسومة

لم يكتفوا بسحب أحد المرشحين ومحاولة تشكيل لائحة ثالثة، بل دعوا إلى مقاطعة الانتخابات بشكل تام.
ارتباك خندق المعارضة يقابله حيرة في خندق السلطة. من هو المرشح الأفضل بالنسبة إلى حزب الله؟ رسمياً، لم يصدر عن القيادة أي تعميم بانطلاق ورشة التحضير للانتخابات. أما في أوساطه ومؤيديه، فالأسماء كثيرة من المنتسبين إلى الجسم التنظيمي أو المقربين. فاعليات صور جددت رغبتها باختيار مرشح من المدينة «تعويضاً للتهميش اللاحق بأبنائها في الوظائف البارزة». اللافت لهذا العام، تزايد الرغبة بأن «ترشح المقاومة شخصية من خارج التنظيم تكون أكثر مرونة في التعاطي مع مختلف الأفرقاء وأكثر تحرراً في مقارعة الفساد». يأمل المؤيدون أن يتعلم الحزب من تجربة الموسوي، وخاصة لجهة تحركه في المنطقة خلال حملته الانتخابية وبعيد فوزه بأعلى نسبة أصوات تفضيلية في صور (24 ألف صوت)، مصطدماً بحركة أمل عندما فتح ملفات مسّت بالتوازنات المرسية بين الثنائي؛ من مشروع محطة تكرير الصرف الصحي إلى توسعة الكورنيش البحري حتى حماية السلاحف. مواقف أثارت خلافات بين أعضاء الحزب و«أمل» في بلدية صور وداخل اتحاد بلديات القضاء الذي رغب الحزب سابقاً في فصل بلدياته عنه.
في الشكل، تعتبر «أمل» نفسها غير معنية وفق اتفاق التوزيع المقدس بين الثنائي على المقاعد النيابية والبلدية. سوف تلتزم القيادة بدعم مرشح الحزب أياً كان. لكن ماذا عن قواعد الحركة والحزب؟ يخشى البعض من تصفية حسابات على خلفية خلل شاب اتفاق القيادتين في الانتخابات البلدية عام 2016 والنيابية عام 2018، قد تنعكس إحجاماً عن التصويت، بحجة أن الانتخابات فرعية والنتيجة محسومة.