نَشرُ موظف لبناني، على وسائل التواصل الاجتماعي، صورة تجمعه بزميلته في شركة «اتحاد المقاولين - CCC» (شركة بناء وأشغال عام، تأسست عام 1952 في لبنان) في كازاخستان، أثار غضب عمّال كازاخيين في الشركة، بعدما رأوا أن الصورة تتضمن إيحاءات جنسية، فاعتدوا بوحشية على عشرات من زملائهم من جنسيات عربية وآسيوية مختلفة.الاعتداء الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «الاعتداء على لبنانيين في كازاخستان»، استهدف، في الواقع، مهندسين وعمالاً فلسطينيين وأردنيين ولبنانيين وهنوداً، بعدما استفزّهم نشر الصورة «غير الأخلاقية». إلا أنّ ردّ الفعل العنيف، بنحو مبالغ فيه، دفع إلى التساؤل عمّا إذا كانت الصورة هي فعلاً وراء هذا الكمّ من الغضب.
موقع «راديو أزاتيك»، باللغة الروسية بثّ تقريراً نقل فيه عن أحد عمال الشركة، في حقل تنجيز للنفط والغاز، أنّ العمال الكازاخيين يعتقدون أنّ «ظروف عملهم غير متكافئة مع الموظفين الأجانب في الشركة، وجاء انتشار الصورة ليشعل شرارة التعبير عن هذا الاستياء». يتسق ذلك مع ما تؤكده مصادر الجالية اللبنانية في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أن الأمر «أبعد من صورة استفزت العمّال، ولا سيّما أنّ الفتاة التي ظهرت فيها من قيرغيزستان». وأوضحت أن «الموظفين المحليين يطالبون منذ أربعة أشهر بزيادة على رواتبهم التي لا تتعدّى 300 دولار، فيما تراوح رواتب الموظفين الأجانب بين 2000 و3000 دولار». وهم رفعوا إلى إدارة الشركة «لائحة من 18 مطلباً تتضمّن تحسين أوضاعهم ومساواتهم بزملائهم الأجانب، من دون أن يحصلوا من الـ CCC على أي جواب».
يشعر العمال المحليون بتمييز في المعاملة ضدهم

وتؤكد المصادر أن العمال الكازاخيين في الشركة «يعملون في ظروف سيئة للغاية، ويشكون من التمييز ضدهم، في الرواتب والسكن والمأكل، إذ «تقدم لهم الشركة اللبن المختلط بالماء، أو الملفوف والشمندر المقلي، فيما تُقدّم اللحوم للأجانب فقط». إلا أنّ رئيس البعثة الكازاخستانية في بيروت، يرجان كالينيكوف، نفى لـ«الأخبار» أن تكون هناك «مشاكل اقتصادية مع العمال، أو أسباب سياسية. الإشكال شخصي، على خلفية الصورة».
وزارة الخارجية الفلسطينية أصدرت بياناً لفتت فيه إلى أنّ حراك العمال المحليين كان «بتحريض من أحزاب المعارضة التي كانت تريد الاحتجاج على نتائج الانتخابات الأخيرة، ولإحراج الحكومة أمام الرأي العام». وفيما صدر في لبنان بيانان عن رئاسة الحكومة ووزارة الخارجية والمغتربين أكّدا التواصل مع اللبنانيين لتسهيل عودتهم إلى لبنان، إلا أن السفير اللبناني لم ينتقل إلى موقع الحادث، خلافاً لما قام به نظيراه الفلسطيني والأردني.