مر أسبوع على توقف بلدية قبعيت في جرد القيطع (عكار) عن جمع النفايات لـ«عدم القدرة على دفع ستة ملايين و500 ألف ليرة شهرياً لمكب سرار»، ما أدّى الى تراكم أكوام النفايات في شوارع البلدة.وكان وزير البيئة فادي جريصاتي زار المنطقة الأسبوع الماضي وأكّد خلال لقائه رؤساء إتحادات بلديات عكار، أنه لن يتهاون في موضوع المكبات العشوائية في المحافظة، «خصوصا في ظل وجود مكب سرار الذي يصار الى تطويره»، متسلحا بالقانون 80 الذي يجيز الادعاء على رؤساء البلديات ورفع الحصانة عنهم. فور مغادرة جريصاتي أرسل اليه ناشطون بيئيون صور شاحنة تابعة لبلدية قبعيت تفرغ نفايات في مكب في الوادي قرب نهر موسى. فور ذلك، طلب وزير البيئة من رئيس البلدية علي حمزة إغلاق المكب فورا تحت طائلة الادعاء عليه، كما وجّه محافظ عكار عماد لبكي إنذاراً الى البلدية يطلب منها إغلاق المكب فورا، ونقل النفايات الى مكب سرار الذي يستقبل نحو 90% من نفايات عكار.
«لتأت الدولة وتجمع النفايات وأنا مستعد لتسليمهم مفتاح بلدية قبعيت»، يقول حمزة. وسأل: «كيف نجمع الأموال لرفع النفايات ونقلها الى سرار، ولا أموال في الصندوق البلدي. من يرد الحفاظ على البيئة عليه رفع مجارير الصرف الصحي من قرى القمامين وحرار ومشمش وفنيدق والقرنة وبيت أيوب، التي تصب جميعها في نهر موسى، حتى أن فضلات معمل فرز النفايات في بلدة مشمش تصب في النهر وتخترق بلدة قبعيت». ولفت الى أنه سبق لوزارتي الصحة والبيئة أن كشفتا قبل أشهر على المكب «ومنحتانا الاذن بالعمل لكون المكب بعيداً عن المنازل وعن مجرى النهر»، مؤكدا «أننا نفذنا طلب المحافظ ولكن ليس لدينا أي حلول ولا يمكننا القيام بجمع النفايات. ولتتحمل الدولة مسؤولياتها».
خطوة بلدية قبعيت تعد سابقة، إذ أنه حتى القرى التي لا توجد فيها مجالس بلدية تعمد الى جمع نفاياتها. وبحسب المعلومات، فان لقاء جمع صاحب مكب سرار مع حمزة الا أنه تعذر الاتفاق رغم التسهيلات التي قدمها الأول ، لجهة الجمع والنقل والطمر أو الطمر فقط على أن تقوم آليات البلدية بأعمال الجمع والنقل، فضلا عن تسهيلات في الدفع.
مصادر مطلعة لفتت الى أن الكثير من الحلول متاحة أمام البلدية، منها نقل النفايات الى سرار وطلب إعطائها مهلة للدفع بعد أشهر، وهو ما تلجأ اليه بلديات عدة بسبب حجز عائداتها من الصندوق البلدي المستقل. ورأت في امتناع بلدية قبعيت عن جمع النفايات «تحديا» لجريصاتي لأن هناك حلولاً عدة يمكن اللجوء اليها.