وصف وزير الخارجية جبران باسيل صفقة القرن بأنها «سلسلة تُلف حول عنقِ القضية لخنقها فتضيع معها القدس والجولان وشبعا». وشدّد باسيل في كلمته أمام المنتدى العربي - الروسي للتعاون في دورته الخامسة، في موسكو أمس، على أن «من الممكنِ أن يخاف البعض من طموحِ دولةٍ ما، أو من تمدد طائفةٍ ما. لكن تهدئة المخاوف لا تبرر التعاطي مع الشيطان. ولا يجوز أن نخطئ في العدو، ولا أن نضيع البوصلة. العدو هو إسرائيل، والبوصلة هي فلسطين»، مؤكداً أنه «إذا ارتضى البعض ضياع القضية، فنحن على ثوابتنا باقون: فلسطين عربية وعاصمتها القدس، والجولان سوري وسكانه عرب سوريون، وشبعا لبنانية وصكوكها عائدةٌ لنا». ونوّه بالتعاون العربي - الروسي «لإعادة التوازن إلى منطقتنا التي دفعت ثمن الأحادية»، ودعا إلى تعزيز هذا التعاون على كافة الصعد السياسية والاقتصادية.وشدّد باسيل على أنه «لا يجوز أن تبقى سوريا خارج الحضن العربي. أعيدوا سوريا إلى الجامعة، ولنعمل معاً لإعادة النازحين إلى سوريا من دون ربطها بأي شرط سوى الأمن والكرامة».
وكان باسيل قد سجّل اعتراض لبنان على ورود كلمة «الطوعية» في البند المتعلق بالنازحين في البيان الختامي للمنتدى، مشدداً على أن «العودة الطوعية تساوي التوطين»، فأُزيلَت.
لقاء «ودي» مع الجبير، واتفاق مع لافروف على تفعيل اللجنة السورية - اللبنانية - الروسية للنازحين


موضوع عودة النازحين والمبادرة الروسية كانا موضع بحث بين وزير الخارجية اللبناني ونظيره الروسي سيرغي لافروف في لقائهما أول من أمس. وعلمت «الأخبار» أنه اتُّفِق على تزخيم العمل اللبناني - الروسي - السوري المشترك بما يسهل عودة النازحين، وتفعيل اللجنة الثلاثية المشتركة التي اتفق على تأليفها أثناء زيارة الرئيس ميشال عون لموسكو نهاية الشهر الماضي. ووفق مصادر دبلوماسية لبنانية، فإن «المقاربة اللبنانية لتفعيل العمل المشترك لا تتعاطى بالتأكيد مع روسيا كوسيط بين لبنان وسوريا، إذ إن العلاقات بين بيروت ودمشق قائمة، ويمكننا الحديث مباشرة». المصادر نفسها قالت إن باسيل ولافروف بحثا أيضاً في ضرورة إقناع بقية الأطراف الدولية بدعم العودة الآمنة للنازحين ومساعدتهم في بلدهم وليس في بلدان النزوح فقط، وقد جرى البحث أيضاً في «التعاون الاستراتيجي الروسي - المشرقي».
وعلى هامش المنتدى، التقى باسيل أمس وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير في خلوة وصفتها المصادر نفسها بأنها كانت «إيجابية وودية جداً».