من السهل على كثيرين في بلادنا شتم الأميركيين أو نقدهم. حتى هم أنفسهم لا ينزعجون إذا اقتصر الأمر على ذلك. لكن الصعب، لأنه المطلوب، هو مواجهة خدم السياسات الأميركية في بلداننا. والصعوبة، هنا، تتعلق بمنظومة المصالح القائمة بين أركان نظام وسلطة لا اتفاق فيها على هوية وطنية. وعندما تجري مساءلة هذه الشخصية أو تلك، أو هذه الجهة عن طبيعة علاقتها مع دولة الإرهاب العالمي، أي الولايات المتحدة الأميركية، يكون الرد سريعاً، بأن من يطلب وقف العلاقة مع الأميركيين، عليه وقف العلاقة مع الآخرين... وعند هذا الحد، تقع المشكلة، لأن الآخرين في نظر هؤلاء المتعاملين لا المتعاونين مع أميركا، هم العرب!