بلوغ منسوب بحيرة القرعون أعلى مستوياتها، وتحويل المصلحة الوطنية لنهر الليطاني المياه الفائضة إلى المجرى الطبيعي للنهر، تحوّل مادة سجال على مواقع التواصل الاجتماعي وسط مخاوف من نقل التلوث الذي تعاني منه البحيرة إلى مناطق الحوض الأدنى. وزاد في المخاوف إعلان مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، أمس، بأنها «ستضطر آسفة حرصاً على صحة وسلامة المواطنين» الى وقف الضخ من كافة منشآتها في الحوض الأدنى بسبب فيضان بحيرة القرعون التي تؤكد الفحوصات الرسمية «وجود تلوث عالي النسبة» في مياهها، وخشية انتقال التلوث الى مجرى النهر، وفي انتظار التأكد من جودة المياه.مصلحة الليطاني، من جهتها، وجهت كتباً الى كل من مؤسسة مياه لبنان الجنوبي ومجلس الجنوب وبلدية سحمر، أكّدت فيه انها «باشرت بأخذ العينات للمياه المتدفقة الى البحيرة والخارجة من المفيض، وستباشر بأخذ العينات من المياه المتدفقة في الحوض الأدنى فور وصول المياه المصرفة اليها، وفحصها بالتنسيق مع المركز الوطني لجودة الدواء والغذاء والماء والمواد الكيميائية في الجامعة اللبنانية.
وكان رئيس المصلحة سامي علوية أكد لـ«الأخبار» أن «التصريف عبر المفيض سيأخذ المياه من سطح البحيرة لا قعرها، ولذلك لا خطورة في أن تختلط مع مياه أخرى». كما أكّد باحثون متخصصون أن المياه النظيفة نتيجة المتساقطات تعني أن المصرّف من المياه عبر السطح سيكون نظيفاً إلى حد ما.
في المقابل، يشكّك خبراء آخرون بأن تكون المياه السطحية في البحيرة اقل تلوثا من مياه القعر، إذ أن «هناك ملوثات أخف من الماء وتبقى على السطح»، ناهيك عن أن كمية المياه المتدفقة وسرعتها ستحتم اختلاط مياه البحيرة. وتساءلت عن سبب عدم فحص المياه قبل المفيض لمعرفة الملوثات التي يفترض التعامل معها، ولماذا لم ترسل المياه الفائضة لتوليد الطاقة لتصب لاحقا باتجاه بركة انان (الملوثة ايضاً) وليس مجرى الليطاني الأقل تلوثاً، بدلا من التخلص منها عبر المفيض.