قبيل انتصار الثورة الفنزويلية بقيادة القائد المناضل هوغو تشافيز، كانت واشنطن تسيطر على مقدرات الاقتصاد الفنزويلي منذ بعيد الحرب العالمية الثانية، انطلاقاً من «مبدأ مونرو» الوقح الذي يعتبر دول القارة اللاتينية الحديقة الخلفية للولايات المتحدة. وكان تقاسم الارباح الفنزويلية التي تُجنى من ثروات البلاد، يتم مناصفة مع واشنطن برضا تابعها، آنذاك، الرئيس خوان غوميز. وفي ما بعد، تحديداً بين العامين 1949 و1958، صبّت العلاقات الاميركية - الفنزويلية ايجاباً لمصلحة رجال الاعمال الأميركيين الذين ظفروا بالارباح الطائلة جرّاء السيطرة الاميركية على القرار الفنزويلي. وكل ذلك أتى بالتزامن مع سيطرة واشنطن الكلية على المؤسسة العسكرية الفنزويلية، لابقاء صناعة الاسلحة الاميركية مزدهرة، ولابقاء سيطرة الشركات الاميركية على اقتصاد البلاد.اليوم تسعى واشنطن، مجدداً، الى نهب مقدرات وثروات بلاد سيمون بوليفار بشكل كامل، عبر محاولة الاطاحة بنظام الثورة، خصوصاً ان الثروة النفطية الفنزويلية ازدادت أضعافاً منذ عام 2010 عما كانت عليه. ويظهر الطمع الاميركي في نهب ثروات فنزويلا، بشكل واضح، في تقرير للحكومة الاميركية صدر في 22/10/2010 أشار الى أن حزام اورنيوكو النفطي في شرقي فنزويلا يحوي على 513 مليار برميل من الخام، يمكن استخراجها بالتكنولوجيا المتوفرة حالياً. وهذه الكمية الهائلة تتخطى بأضعاف الاحتياطات النفطية التي تملكها السعودية، أكبر مصدّر للنفط.
في 2003 شنّت الولايات المتحدة حرباً ضروساً على العراق تحت ستار كذبة أسلحة الدمار الشامل وخزعبلات نبؤات توراتية سوّق لها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش. لكن سيرورة الأحداث كشفت، بما لا يدع مجالاً للشك، أن النفط والسيطرة عليه كانا المحرّك الأساس لتلك المؤامرة التي دمّرت هذا البلد العربي وقطّعت أوصاله وقتلت مئات الآلاف من أبنائه. وهما المحرّك الأساس للمؤامرة على فنزويلا اليوم.
ريمون ميشال هنود