لم يكن اوتوستراد الزهراني - صور بحاجة إلى اختبار «نورما»، او غيرها، ليكتشف سالكوه العيوب الفنية التي تعتريه والتي تسبّبت بعشرات حوادث السير وحصدت عشرات الضحايا. «الزلزال» الذي ضرب أمس المسلك الشرقي للاوتوستراد، عند مقطع القاسمية، وتسبّب بانخساف الطريق وانهيار سفح الجبل الذي يقطعه، كان النهاية الطبيعية لسوء تنفيذ الاتوستراد الذي بدأ تشييده عام 1996، والذي يتضمن انحدارات حادّة.الطريق نفذته «شركة الاتحاد»، على مراحل منذ عام 1996، بتكليف من وزارة الاشغال العامة ومجلس الإنماء والاعمار. وبحسب مصادر هندسية، فإن الطريق قطع، في برج رحال، جبل «عين بو عبدالله» المعروف بأنه خزان للمياه الجوفية وعشرات الينابيع التي تغذي نهر الليطاني الذي يمر من تحت الاوتوستراد. وعزت انهيار الجبل أمس وانخساف الطريق والانحدارات السابقة، الى تجمع المياه في الجبل وتحت الطريق ما أدى الى «انفجار الاسفلت». المصادر نفسها أشارت الى عيوب عديدة في تنفيذ الاشغال لجهة عدم استحداث حوائط دعم، كما كشف الانخساف عن طبقة رقيقة من الاسفلت، ناهيك عن عدم تنظيف مسارب مياه الأمطار على جانبي الطريق. علما أن وزارة الاشغال كلفت شركة مقاولات تنفيذ القنوات والمسارب قبل فصل الشتاء. وقالت مصادر بلدية إن مجلس الإنماء والاعمار تلقى سابقاً تقارير عن خطر الانحدارات التي قد تؤدي الى الانخساف.
انخساف الأمس حلقة في سلسلة الفضائح المرافقة لتنفيذ اوتوستراد الزهراني - القاسمية. ففي الشتاء الماضي، نجا جنود الجيش المتمركزون عند المسلك الغربي من اوتوستراد القاسمية، من انهيار صخري في الجهة الغربية من الجبل. كما ظهرت عيوب من نوع آخر في مقاطع أخرى من الاتوستراد، منها «المنخفضات» في الطريق عند عدلون والبيسارية والزهراني، والتي أدت الى وقوع عشرات حوادث السير وسقوط ضحايا. رئيس اتحاد بلديات ساحل الزهراني علي مطر كان قد كشف في حديث سابق لـ«الاخبار» أن وزارة الاشغال انفقت 150 مليون ليرة على صيانة وتأهيل العيوب التي ظهرت بعد إنجاز الطريق. لكن العيوب سرعان ما عادت الى الظهور، وأبرزها عند جسر الزهراني حيث ظهرت دعائم الحديد بعد تداعي طبقة الاسفلت.
اللافت أن الطريق كلّف حوالي ستة ملايين دولار لكل كيلومتر واحد. ورغم سوء الاشغال، جددت الدولة تكليف الشركة نفسها استكمال الاوتوستراد في اتجاه قانا.