لم تخذل «نورما» توقعات المصلحة الوطنية لنهر الليطاني في ارتفاع منسوب المياه في بحيرة القرعون بسبب ارتفاع كميات المتساقطات والمياه الوافدة. المقارنة بين الـ«داتا» المائية للبحيرة يوم الجمعة الفائت، قبل هبوب العاصفة، وبين تلك التي سجلت في اليوم الثالث للعاصفة، أظهر ارتفاعاً، لكن مع بعض المعوقات.في البحيرة التي يصب فيها الحوض الأعلى لليطاني، سجل معدل تصريف مياه النهر (عند نقطة التقاء النهر بالبحيرة) يوم الجمعة 17,83 متر مكعب في الثانية. وقفز الرقم الإثنين إلى 36,71 متر مكعب.

وفيما بلغت كمية المياه الوافدة، الجمعة، مليوناً و540 ألف متر مكعب، سجّلت بعد أربعة أيام ارتفاعاً بلغ ستة أضعاف، ووصل إلى 6 ملايين و 165 ألف متر مكعب. وارتفع مخزون البحيرة من 37 مليوناً و 80 ألف متر مكعب الجمعة إلى 47 مليوناً و804 آلاف متر مكعب أول من أمس. ولفتت المصلحة إلى أن هذه الأرقام لم تشهدها البحيرة منذ عام 2003. إذ ارتفع مخزونها من 29 مليون متر مكعب نهاية الشهر الماضي إلى اكثر من 50 مليون متر مكعب. وتفيد المقارنة مع السنوات السابقة بأن المعدل سيواصل الارتفاع تدريجاً بعد ذوبان الثلوج.
فرق المصلحة التي أجرت مسحاً على مجرى النهر في اليومين الماضيين، سجلت وجود عناصر عدة في حوض النهر تسببت بمشكلات عدة، منها: استحداث إنشاءات ومكبات نفايات وسدود ترابية للري وصخرية للمنتزهات السياحية في مجرى النهر، وتغيير المجرى نفسه أو إقفاله بالنفايات والتعديات والسدود والآبار الجوفية العشوائية. وأدى ذلك إلى إعاقة جريان المياه في الحوض الأعلى لتصل بكميات أقل، مصحوبة بمياه الصرف الصحي، إلى بحيرة القرعون. كما أدى إلى فيضان النهر على تلك الإنشاءات كما حصل في غزة وبر الياس، والمنتزهات كما حصل في زوطر الغربية وطير فلسيه وقعقعية الجسر.