نحو 50 مدير مدرسة رسمية، ابتدائية ومتوسطة، في الجنوب تحركوا باتجاه المنطقة التربوية في صيدا، احتجاجاً على المماطلة في دفع مستحقات صناديق المدارس، وعدم تأمين حاجاتها المستجدّة للمعلمين، نتيجة خروج المئات إلى التقاعد.اللقاء الذي عقد، أمس، في مكتب رئيس المنطقة التربوية، باسم عباس، يندرج في إطار لقاءات دعت إليها رابطة المعلمين في التعليم الأساسي الرسمي في كل المحافظات لبحث تأخير الأموال. إذ إنّ المدارس لم تتسلَّم حتى الآن أيّاً من مستحقاتها لهذا العام، إضافة إلى 60% من مستحقات العام الماضي. وبنتيجة اللقاءات، ينتظر أن يرفع المديرون توصية إلى الرابطة بتنفيذ اعتصام أمام وزارة المال الأسبوع المقبل.
المديرون سألوا عمّا إذا كان الهدف من المماطلة معاقبة المدرسة الرسمية التي حجزت لنفسها مقعداً في المنافسة مع المدارس الأخرى بعد النجاح الذي حققته على أكثر من صعيد، ما أدى إلى زيادة الإقبال عليها. ولفت مدير مدرسة الغسانية الرسمية، حسين جواد، إلى «خطة ممنهجة لضرب هذا التعليم، من خلال عدم ضخ دم جديد عبر مباراة لمجلس الخدمة المدنية، وجُلّ ما يقال للمديرين: دبروا حالكم بالمستعان بهم». والمستعان بهم هم فئة من المدرسين، لا هُم في الملاك، ولا حتى في التعاقد، ولا عقود عمل معهم، ولا رقم آليّاً يضمن لهم حقوقاً قانونية يتمتع بها زملاؤهم المتعاقدون. والمفارقة أن يُطلب من المديرين أن يؤمنوا مستحقات المعلمين «المستعان بهم» من أموال صندوق المدرسة أو صندوق الأهل، أو الاثنين معاً، ما يزيد الأعباء على صناديق خاوية ومدارس مدينة للمكتبات وأصحاب محطات الوقود.
خلال اللقاء، أجرى عباس اتصالاً بمدير التعليم الرسمي جورج داود، الذي أشار إلى أنه قد يكون هناك توجه لدى وزارة المال لدفع 40% من مستحقات صناديق المدارس للعام الدراسي الحالي، ما دفع إلى التساؤل عن إمكانية شطب مستحقات العام الماضي، وخصوصاً أن هناك سابقة في هذا المجال، إذ إن المدارس تسلمت في العام الدراسي 2003 - 2004 نصف مستحقاتها فقط.