يعود أهالي وتلامذة ليسيه عبد القادر إلى التحرك، اليوم، بعدما أمهلوا إدارة «مؤسسة الحريري» أياماً قليلة في انتظار الجواب الحاسم بشأن بقاء المدرسة في موقعها الحالي أو انتقالها إلى مكان آخر في بيروت أو خارجها. وبعد مرور نحو 10 أيام على الموعد الذي حددته الإدارة لإعطاء القرار النهائي في هذا الملف، نهاية الشهر الماضي، يعتصم الأهالي وأبناؤهم، السابعة والنصف صباحاً أمام مبنى المدرسة في منطقة البطريركية (زقاق البلاط)، احتجاجاً على «عدم احترام المواقيت وسياسة المماطلة». المعتصمون سيطالبون أيضاً بتوضيح «الخبريات» التي تصدر بين حين وآخر ولا يصدر تأكيد أو نفي لها، وآخرها ما نشرته «النهار» قبل أيام حول نقل المدرسة إلى مبنى تابع لوزارة التربية، في مكان مجاور، في زقاق البلاط. وفي حال التأكيد، سيطلب الأهالي إحاطتهم بتفاصيل الموقع المقترح لجهة مطابقته لمتطلبات السلامة العامة، مع تضمين المهلة المحددة للانتقال بحيث لا تقل عن نهاية العام الدراسي 2019 ـــ 2020، إفساحاً في المجال لأي متضرر لتأمين البديل. كما سيجددون التأكيد على أولوية بقاء المدرسة في مكانها لما يشكله الموقع من قيمة مضافة على الأصعدة كافة. لجنة الأهل في المدرسة، من جهتها، أصدرت بياناً أوضحت فيه أنّ أصحاب الأرض «لم يصرحوا لغاية تاريخه بشكل صريح وواضح عما ينوون فعله بعقارات ليسيه عبد القادر، ولم يبدوا أي استعداد لإبقاء المدرسة في مكانها الحالي مقابل بدل إيجار أو إعطاء مهلة تمديد إضافية». وأعلنت اللجنة أنها على تواصل مباشر مع إدارة المدرسة و«مؤسسة الحريري» وبيت الوسط لإبقاء المدرسة في مكانها، وإذا تعذر ذلك، فإيجاد حلول بديلة مناسبة لحاجات التلامذة والأهالي. وأعربت عن اعتقادها بأنّ بت الملف أصبح وشيكاً، وقد يعلن نهاية الأسبوع الجاري، داعية الأهالي إلى عدم الانجرار وراء الشائعات والمعلومات المنقوصة التي قد تعوق أي حل ينقذ المدرسة.
أهالي التلامذة يستأنفون تحركاتهم اليوم باعتصام اليوم


مصادر في وزارة التربية أكدت أن الطرح بنقل ليسيه عبد القادر إلى مجمع المدارس الرسمية في زقاق البلاط (مجمع الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح التربوي) لا يزال قيد المفاوضات مع وزارة التربية، وليس هناك حتى الآن قرار نهائي في شأنه.
يذكر أن معهد العلوم الاقتصادية والتطبيقية (CNAM) انتقل قبل سنتين ليشغل بعض طبقات المجمع بشكل مؤقت، في انتظار انتهاء أعمال التأهيل في مبناه الأساسي في بئر حسن.
وقد شُيّد المجمع لاستقبال التلامذة في مدرسة واحدة مكتملة المراحل تتسع لـ1932 تلميذاً من الروضة حتى الثانوي، ابتداءً من العام الدراسي 2013 ـــ 2014. إلا أن افتتاحه تأخر بسبب خلاف بين مجلس الإنماء والإعمار والمتعهد، وتحفظ وزارة التربية على أعمال لم يقم بها الأخير، خصوصاً في المرحلة الأخيرة لإنجاز البناء، ما أدى إلى تأخير تسليم المبنى الذي لم يستقبل حتى الآن تلامذة أي من المدارس الرسمية، علماً بأنّ الوزارة أكدت يومها أنّ بيروت في أمس الحاجة إلى المدارس الرسمية، حيث القسم الأكبر من المباني لا تتوافر فيه شروط البيئة المدرسية الملائمة.