كانت انتخابات فرع بيروت في نقابة المعلمين في المدارس الخاصة ستمر «حُبيّة» كما في المحافظات الست الأخرى التي أنجزت انتخاباتها بالتزكية، لو لم يقرر تجمع «نقابيات ونقابيون بلا قيود»، «خربطة الطبخة»، من جديد، أو أنهم «أجبرونا على المعركة»، كما قال محمد ريحان، رئيس فرع بيروت لـ 5 دورات متتالية (21 عاماً). إلّا أن نيل اللائحة المؤلفة من 11 عضواً ثلث اصوات الناخبين لم يكن كافيا لاختراق الوعي النقابي للمعلمين في القطاع الخاص وإحداث التغيير المنشود، فقد فازت لائحة «التوافق النقابي» الائتلافية بالمقاعد 12 للفرع. وكان التجمع قد حاز نسبة الأصوات نفسها في الدورة الانتخابية السابقة، علما بأن الدورة الحالية شهدت تراجعا في نسبة المقترعين التي بلغت 33%، بينما لامست الـ40%في الدورة السابقة.الهدوء خيّم على المركز طيلة ساعات اليوم الانتخابي، فيما أدارت القوى الحزبية الانتخابات من إحدى غرف الطبقة الأولى في ثانوية علي بن أبي طالب التابعة لجمعية المقاصد، حيث نظم الاستحقاق.
اما تجمع «نقابيات ونقابيون بلا قيود» فولد من رحم تحركات هيئة التنسيق النقابية لإقرار سلسلة رتب ورواتب عادلة، وأعضاؤه ليسوا طارئين على العمل النقابي، إذ يجمعهم التفكير بنشر ثقافة الوعي الحقوقي في صفوف المعلمين، وسد الفراغ الذي أوجده ضعف مشاركة القطاع الخاص في التحركات المطلبية.
التجمع يصوّب بصورة خاصة باتجاه إقرار النظام الداخلي للنقابة. بحسب لونا السمور، إحدى المرشحات عن مدرسة الليسيه فردان، «ليست هناك نصوص قانونية تحكم عمل النقابة وتحدد الصلاحيات، إذ لم يزودنا المجلس التنفيذي بأي نص قانوني يبرر رفض ترشيح إحدى المعلمات على لائحتنا بحجة أنّ انتسابها إلى النقابة لم يتجاوز سنة واحدة، علماً بأنها تزاول المهنة منذ 18 عاماً، ولم يفسروا لنا في المقابل كيف أن بعض المرشحين والفائزين في المجلس التنفيذي والفروع لا يزالون منتسبين إلى النقابة رغم خروجهم إلى التقاعد». التجمع، بحسب غادة جبق، المرشحة عن مدرسة كرمل السان جوزيف المشرف، بصدد رفع دعاوى بكل التجاوزات، لا سيما «أننا فوجئنا أن موظفين اداريين ومعلمين في المدارس الخاصة يديرون أقلام الاقتراع، على عكس ما وعدنا بأن يدير العملية معلمون في التعليم الرسمي».
التجمع يطمح أيضاً إلى تحقيق «الجندرة»، باعتبار أنّ النساء يشكّلن نحو 75 إلى 80 في المئة من الجسم التعليمي، وهن شبه مغيبات عن مركز القرار في النقابة (امرأة واحدة في المجلس التنفيذي)، تفعيل العمل النقابي داخل المدارس من حيث الانتساب إلى النقابة والمشاركة في مجلس المندوبين، السعي إلى اعتماد النسبية في الانتخابات النقابية، والعمل لتحديث القوانين وتحصين الحقوق، لا سيما الصرف التعسفي من الخدمة (المادة 29 ).
نقابة المعلمين تعمل بلا نظام داخلي والنساء مغيبات عن القرار النقابي


في المقابل، وصف ريحان، المرشح لرئاسة الفرع للمرة السادسة، المعركة بغير المتكافئة «علماً بأنّ اللائحة الثانية تضم مندوبين ناشطين عملوا معنا في مراحل سابقة لكنهم فرضوا علينا شروطاً قاسية لينضموا الينا». وأوضح أن إقرار النظام الداخلي يحتاج إلى موافقة النصف زائداً واحداً من عدد المنتسبين إلى النقابة (20 ألف معلم)، وهو أمر متعذر تحقيقه، لذا «نعتمد قرارات المجلس التنفيذي والأعراف، وقد أخذنا في وقت سابق قراراً بالسماح بالترشح لمن مضت على انتسابه إلى النقابة سنتان على الأقل، أما بالنسبة إلى المتقاعدين فهؤلاء لا يزالون متعاقدين مع بعض المدارس، ويزاولون أعمال الإشراف والتنسيق، والأهم أنهم منتسبون إلى نقابة المعلمين وصندوق التعويضات»!
اللافت في التركيبة التوافقية حرصها على مراعاة التوازن الطائفي (6 مسلمين و6 مسيحيين). ولدى التفاوض مع التجمع لمحاولة إقناعه بالانضمام إليها، وافق المفاوضون على إعطاء مقعدين لتجمع «نقابيات ونقابيون بلا قيود» شرط أن يكون أحدهما مسلماً والآخر مسيحياً!
وبعد فرز الأصوات، فاز كل من: محمد ريحان وربا حبنجر وأحمد شبارو (جمعية المقاصد)، دانيال سويد ولوريت مكرزل (تيار وطني حر)، ايكيت عبس ودياب الفرزلي (قوات لبنانية)، جوزيف العقيقي وجوزف كلاس (كتائب لبنانية)، ليلى العيتاني ومها نعساني (تيار المستقبل) وباسم سعادة (جماعة إسلامية).