فاجأ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر يازجي، جميع المعنيين بجامعة البلمند، بـ«تعيين» الدكتور الياس الوراق رئيساً للجامعة. فخياره أتى من خارج الأسماء التي كانت مطروحة لتبوّؤ المركز، خلفاً لإيلي سالم، الذي طلب منه يازجي الاستقالة في تموز الماضي. يوم أمس، عقدت اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء «البلمند» جلستها الانتخابية، مُتحدية محاولات تأجيلها، بعد أن بلغ التباين أوجه بين البطريرك من جهة، وتيار المردة والحزب السوري القومي الاجتماعي (مُمثلاً بالنائب سليم سعادة) من جهة أخرى. الجبهة الثانية كانت تُصرّ على تعيين نائب رئيس «البلمند» الحالي ميشال نجار رئيساً، فيما كان ليازجي رأي مُغاير. افتتح البطريرك الجلسة، بالحديث عن البروفيسور الياس الوراق، طالباً أن يكون هذا هو الترشيح الوحيد، «ثم وزّع علينا السيرة الذاتية لوراق»، بحسب أعضاء في اللجنة. تخلّل الاجتماع أحاديث طويلة، فقال يازجي إنّه «يجب اختيار خلف لإيلي سالم بالتوافق، وأن يكون هذا الشخص كفوءاً وقادراً على تحقيق تقدّم في الجامعة». وشدّد على أن «لا نتأثر في الجامعة بالتدخلات السياسية». طرح الاسم شكّل مفاجأة لأعضاء اللجنة التنفيذية، الذين كان يُفترض أن يتسلموا السِّيَر الذاتية لأكثر من مرشّح قبل الجلسة، لينتخبوا منهم واحداً، وهو الأمر الذي لم يحصل. لكن هذا الإجراء شكليّ، فهم في النهاية كانوا سينتخبون من يختاره البطريرك.
الياس الوراق طبيب عيون معروف، من بلدة شربيلا في عكار، وهو «طبيب البطريرك يازجي». وقد أتى تعيينه من خارج ضغوطات القوى والأحزاب السياسية التي حاولت فرض خياراتها على يازجي. وصدر بعد الاجتماع بيان عن اللجنة التنفيذية لمجلس أمنـاء «البلمند»، تُفيد فيه بأنّها قرّرت «قبول استقالة رئيس جامعة البلمند الدكتور إيلي سالم، المقدمة بتاريخ 31 تموز 2018، وقرّرت اللجنة التنفيذية أيضاً تعيين الدكتور إلياس وراق رئيساً للجامعة ابتداءً من 1 تشرين الأول 2018».