حمل رئيس الجمهورية ميشال عون إلى البرلمان الأوروبي الهواجس اللبنانية ورؤية الرئاسة الأولى للأزمة السورية وأزمة النازحين السوريين.أبرز لقاءات عون كان مع ممثّلة السياسات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني. وقد أفضى اللقاء، بحسب مصادر مطلعة، إلى نتائج «مثمرة» أبرزها إعلان موغيريني نيّة الاتحاد الأوروبي رفع مساهمته في موازنة وكالة «أونروا» بعد القرار الأميركي بوقف تمويل المنظّمة الدولية التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين. وقد وصف رئيس الجمهورية القرار الأميركي بوقف تمويل «أونروا» بأنه «قد يشكل بداية لتوطين الفلسطينيين في لبنان، وهذا ما حذر منه لبنان أكثر من مرة. وكنا نُواجه بالانتقاد بسبب مخاوفنا وهواجسنا، ولكن ثبت أن هذه المخاوف جدية بعدما بدأ تطبيق عملية إلغاء حق العودة تدريجياً». وجرى نقاش حول المخاوف من استخدام الولايات المتحدة سلاح قطع التمويل عن الوكالة لإبقاء اللاجئين الفلسطينيين حيث هم، وشاركت موغيريني عون في هذا الهاجس، مؤكّدةً أن «قطع التمويل قد يكون هدفه رفع موضوع اللاجئين عن جدول المفاوضات».
غير أن التباين بين موقف عون والاتحاد الأوروبي تجلّى في النظرة إلى مسألة النازحين السوريين الذين يطالب الجانب اللبناني بعودتهم «الآمنة» وعدم انتظار الحل السياسي، فيما يتحدّث الأوروبيون عن «عودة طوعية» مع استمرار سياسة عدم الاعتراف بتحقّق الاستقرار النسبي في سوريا. وفي هذا السياق، كشفت موغيريني عن انعقاد اجتماع قريب على المستوى الوزاري على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك لمناقشة قضية النازحين في استكمال لمؤتمر بروكسيل. فيما وضعها عون في صورة عودة دفعات من النازحين إلى سوريا في إطار العودة الآمنة عبر آلية العمل المشترك بين لبنان وسوريا. وأكّد رئيس الجمهورية أن العائدين «يذهبون إلى مناطقهم في سوريا ولا يتعرضون لأي مضايقات لأن معظم هؤلاء نزحوا بسبب الحرب وليسوا لاجئين سياسيين». وسأل: «طالما أن هناك أموالاً تصرفها الأمم المتحدة في لبنان لدعم النازحين، فلماذا لا تصرف في سوريا بما يدعم العودة؟»، فأجابت موغيريني بأنه «حالياً لا تزال هناك بعض الأمور التي تدعو إلى القلق وهناك أمور لا تزال معلقة بالنسبة لموضوع العودة الطوعية».
وبحسب المصادر، فإن المسؤولة الأوروبية أشارت إلى تعليق الاتحاد أهميّة كبيرة على دور قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) في الجنوب، فيما شدّد عون على أن «التنسيق بين الجيش واليونيفيل قائم على أعلى المستويات وهناك فوج نموذجي في الجيش اللبناني يتم إعداده ليعمل مع اليونيفيل، وبعد تعيين القائد الجديد للقوات الدولية يتم التواصل أيضاً في شكل جيد».