ما إن وُزع البيان الذي تعلن فيه شركة «كارباورشيب» التركية أن باخرة Esra Sultan، قد «حطت رحالها قبالة معمل الجية جنوب بيروت أمس، في شكلٍ موقت، وذلك بعد أن تمّت تهيئة كافة البنى التحتية اللازمة لرسوّ السفينة ووصلها بمعمل إنتاج الطاقة»، حتى أصدر أهالي وبلدية الجية بياناً شديد اللهجة، يناقض الأجواء الإيجابية التي صدرت بعد لقائهم وزير الطاقة سيزار أبي خليل، أول من أمس. وبعد لقاء تشاوري عقده «شباب وأهالي الجية مع بلدية الجية، ممثلةً برئيسها جورج القزي وحضور بعض الأعضاء»، تم الاتفاق على أن يعقد رئيس البلدية، اليوم، مؤتمراً صحافياً، يُعلن فيه «رفض البلدية في شكل قاطع دخول الباخرة التركية الجديدة إلى البلدة، إضافة إلى رفض وجود المعمل القديم ذي الضرر البالغ على أهل البلدة».
وأكد البيان الذي تلقت «الأخبار» نسخة منه، ليلاً، أنه في حال بقاء (الباخرة) «سيتم اللجوء إلى خطوات تصعيدية بدعم ومساندة أهالي البلدة». وعليه، تقرر أن يدعو رئيس البلدية «المجلس البلدي في الجية» إلى عقد اجتماع اليوم أيضاً من أجل إصدار قرار رسمي من المجلس يرفض دخول الباخرة إلى بلدة الجية. ويأتي هذا القرار بعد أن أعلنت الشركة أنه من المتوقع أن تبدأ بتوليد الكهرباء بعد أيام قليلة من رسوّها فقط، حيث «يتمّ العمل على التّحضيرات اللازمة لوصل الباخرة الجديدة بالشبكة اللبنانية».
وكانت شركة «كارباورشيب»، قد كشفت في بيانها أنها قد تقدمت إلى مجلس الوزراء باقتراح يضم ثلاثة عروض أسعار وشروطاً مختلفة: عقد تشغيل لسنة واحدة بسعر 5.6 سنت للكيلوواط في الساعة، عقد تشغيل لــ3 سنوات بسعر 4.9 سنت للكيلوواط في الساعة (مع إمكانية فسخٍ مبكّرٍ للعقد)، اتفاقية عقد BOT (أي عقد بناء وتشغيل ونقل) لمدّة 20 سنة بسعرٍ متدنٍّ للغاية. وفيما بدا الخيار الثالث مستغرباً، خصوصاً أنه لم يسبق أن تم التداول به، إلا أن مصادر الشركة كانت قد أشارت إلى أن السعر كان 3 سنتات /كيلوواط.
ووفقاً للشركة فإن الباخرة الثالثة (235 ميغاواط) ستساعد في زيادة التغذية الكهربائية بمعدّل أقلّه ساعتين في اليوم. كما ستساعد على تحقيق وفرٍ بـ30 مليون دولار من الفيول على الأقلّ، مقارنة بما يتمّ استهلاكه في معمل الجية، وذلك لمدّة 3 أشهر.
كما أعلنت الشركة أن «الباخرة الثالثة الجديدة والمجانية من شأنها أن تزيد الإنتاج الكهربائي عبر البواخر من 370 إلى 600 ميغاواط».