المياه الخضراء في نهر الكلب تُحرّك الوزارات «عالفاضي»
مروى بلوط
على قاعدة «وينيي الدولة؟»، انهالت التساؤلات حول مصدر اللّون الأخضر الّذي لوّن مياه نهر الكلب السبت الماضي. تكهّنات كثيرة سرت حول سبب تحوّل لون مياه النهر الى الأخضر، بين اتهام شركة أدوية بإلقاء مخلّفات في النهر، واتهام أحد الأحزاب بإلقاء مواد ملوّنة في المجرى في إطار حملته الانتخابية. وقد استدعى ذلك تحرّك وزارة البيئة والنيابة العامّة البيئية ووزير البيئة طارق الخطيب الذي أوعز بتكليف مفتّشين في النيابة العامّة مهمّة أخذ عيّنات من مجرى النّهر لإجراء فحوصات بالتّعاون مع وزارة الصحّة.

في انتظار انتهاء التحقيقات، رجّح مستشار الوزير شاكر نون أن يكون مصدر اللون «معامل حجر موجودة في منطقة دير شومرا»، لافتاً الى وجود رغوة بيضاء مصاحبة للون الأخضر تؤيّد هذا الرأي. لكنه أشار إلى أنّ لأحد الخبراء رأياً غير مؤكّد بأنّ «تلوينة المياه قد يكون مصدرها مادة تستخدم لكشف المجاري الجوفية التي تتسرّب عبرها المياه». وفيما أكّد نون أن «مجاري الأنهر في عهدة وزارة الطاقة غير الموجودة على الأرض بشكل دائم»، اوضح مستشار وزير الطاقة والمياه أنطوان كعدي أنّ «المجاري ملك لوزارة الطّاقة، لكن دورها يقتصر على مراقبة عدم التّعدّي على الأملاك العامّة، أمّا في حال تسرّب موادّ ملوّثة إلى مياه الأنهار فيكون من واجب وزارتَي البيئة والصحّة التّدخّل لمعالجة الأمر».
يُطمئن الخبير البيئي نديم فرج الله بأنّ «سبب اللون الأخضر تجربة علمية أجراها طلاب إحدى الجامعات الخاصة». وأوضح لـ «الأخبار» أن «الطلّاب أجروا اختباراً لمعرفة سرعة تدفّق الماء في النّهر، مستخدمين مادّة الـUranine الملوّنة»، مؤكداً انّ لا أثر سلبياً لهذه المادّة، لا صحّياً ولا بيئياً.
ولكن استمرار التّحقيقات وتقاذف المسؤوليات وتحريك النيابة العامة البيئية، تشير الى أن الجامعة المعنية لم تحصل ربما على إذن مسبق لإجراء التجربة التي أثارت مخاوف سكان المناطق المجاورة للنهر، مما يجعل سؤال «وينيي الدولة؟» مشروعاً، بقدر ما بات مملاً... لكثرة غيابها.

مهرجان الربيع في البلمند


تنظم جامعة البلمند، الجمعة المقبل، «مهرجان الربيع» الذي يتضمّن نشاطات ترفيهية وفنية ورياضية. تفتح أبواب المهرجان مجاناً أمام الزائرين من الثانية عشرة ظهراً وحتى منتصف الليل، في الحرم الرئيسي للجامعة في الكورة، للمشاركة في «سوق الأكل» ومشاهدة عروض موسيقية وكوميدية. كما يقدم المهرجان ألعابًا ترفيهية للصغار. ينظم النشاط بإشراف مكتب شؤون الطلاب وبمشاركة النوادي الطلابية، وقد استقطب العام الماضي أكثر من 15 ألف زائر.

صيدلية تجريبية في «اليسوعية»


وقعت كلية الصيدلة في جامعة القديس يوسف ومختبرات بيار فابر الصيدلانية وثيقة تعاون تقضي باستحداث صيدلية تجريبية في حرم العلوم الطبية، بهدف تربوي. تسمح الصيدلية للطلاب الاستفادة من التكنولوجيا المتقدمة، ومن محاكاة الواقع، بغية تقديم استشارة صيدلانية صحيحة للمريض والتفاعل المناسب مع اختصاصيي الصحة الآخرين وتطوير خبراتهم وتسهيل البحث عن عمل وانخراطهم في مجموعات صيدلانية كبيرة.

الناغي رئيساً لمعماريي المتوسط


انتخب عضو نقابة المهندسين في طرابلس وسيم الناغي (الصورة)، رئيساً لاتحاد حوض المتوسط للمعماريين (UMAR)، خلال انعقاد الهيئة العامة في جزيرة مايوركا في أسبانيا لانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي للإتحاد لولاية من 3 سنوات. والإتحاد يضم نقابات هندسية وجمعيات معمارية تمثل مئات الآلاف من المهندسين المعماريين في 13 دولة مطلة على حوض المتوسط، هي: البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، تركيا، لبنان، فلسطين، مصر، تونس، المغرب، قبرص، اليونان ومالطا.


منبر | انتخابات نيابية عصابية... ذهانية

سمر الزغبي *
من وجهة نظر التحليل النفسي، يمكنني وصف الحركة العامة للانتخابات بالعصابية، والذهانية في قسم منها، وجزء لا يذكر ضمنها نرى فيه الحركة المتوازنة. ففي البداية كانت الكلمة، ولكن قبلها كانت الحركة.
لا تقتصر الانتخابات على المجتمعات المتحضرة، بل تحدث أيضاً في مجتمع كمجتمعنا المتهشّم. وبما أن بداية البدايات الحركة، فالحركة في المجتمعات المتحضرة متوازنة، على نقيض حركة المجتمع اللبناني المضطربة.
تشبه الانتخابات النيابية النفس الإنسانية في مكوناتها الثلاثة، الأنا والهو والأنا الأعلى. في الجهاز النفسي البشري تحقق الأنا ذاتها بطرق واقعية، وهي في حالة تفاوض دائم بين الرغبات (الهو) وتلبية مطالبها وفق متطلبات القيم والمبادئ والعادات والتقاليد الممثلة بالأنا الأعلى. في حال فَشل الأنا في حلّ المشاكل والصراعات بطريقة سليمة، يبرز سوء التكيف أو السلوك المرضي الذي يظهر من خلال ردات الفعل غير السوية.
في الحركة العامة للانتخابات النيابية، فقدت الأنا السيطرة، وجمحت الهو غير آبهة بالقيم والمبادئ. وأثرت بشكل عام على حركة الأفراد من كل شرائح المجتمع، وفُقدت الحركة المتوازنة بين المكونات الثلاثة. استعملت بعض النفوس المريضة داخل المنظومة الانتخابية آليات دفاعية، أي استراتيجيات نفسّية لا واعية لجأت إليها الأنا تحت ضغط الأنا الأعلى والعالم الخارجي، وإليكم بعض النماذج:
إحدى الحالات استعملت التبرير، وهو تعقيل اللامعقول واستبدال الفشل في الحياة العادية، بتلفيق أسباب للترشح تبدو منطقية ونبيلة، فتغدو الأفكار والأقوال الوحشية شرعية مقبولة اجتماعياً.
حالة أخرى نسبت نقائصها وأخطاءها وأفعالها السيئة إلى الآخر، واتهمت المنتخبين بدوافعها السيئة وجرمت الناس بالخيانة.
وأعظمها تلك التي استعملت التشكل الضدي فكرهت إحداهن المنطقة التي تعيش فيها رغماً عنها، وتمزقت أناها غيظاً من الواقع المرير، غير أنها لم تكشف عن مشاعرها الحقيقية خوفاً من الإقصاء الاجتماعي، فلم تجد حلاً إلا في النشاط الانتخابي، فترشحت وتظاهرت بمحبة عائلتها الصغيرة والكبيرة. وظهر الزيف في المبالغة على صفحات التواصل الاجتماعي.
وأخطر من الأولى والثانية والثالثة، تلك التي تفككت عن الواقع وأصبحت ذهانية، توقفت الصلة بالواقع وتطورت الآليات الدفاعية إلى أوهام معقدة، وهلوسات سمعية وبصرية، واعتبرت نفسها عظيمة ومضطهدة، وهي الوحيدة في هذا العالم التي تملك خشبة الخلاص.
ما بعد الإنتخابات جهزوا عياداتكم النفسية. بين الحركة الشاذة والحركة السوية يكمن الفرق في الدرجة، الأولى تهرب من الواقع والثانية تجابهه وتختبره. الأولى تخدع الذات والثانية تتبصر بالذات وبالسلوك، الأولى تتفكك فيها مكونات الشخصية، وفي الثانية تتكامل الشخصية وتتوازن في حركتها.
وسنحاول إتباع من صمّد توازنه في هذه الحركة الانتخابية المرضية، ففي البداية كانت الحركة.
* أستاذة في الجامعة اللبنانية.