زيارة قائد قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل) الجنرال مايكل بيري لفلسطين المحتلة للمشاركة خصيصاً في احتفالية قتلى جيش العدو الإسرائيلي في يوم إحياء ذكرى شهداء مجزرة قانا، لا تزال تتفاعل. جديدها هذه المرة قيام بيري بجولة شملت معظم القيادات الرسمية المعنية بمهمة اليونيفيل، كان عنوانها متابعة المستجدات على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، لكن مضمونها كان اعتذارياً بامتياز، وخصوصاً أن بعض وزراء فريق 8 آذار كانوا يتجهون إلى إثارة الأمر في مجلس الوزراء ويطالبون بيري باعتذار علني من اللبنانيين عموماً ومن ذوي شهداء الاعتداءات والحروب الإسرائيلية ضد لبنان خصوصاً.خلال جولته، فُوتِح بيري بالخطوة الاستفزازية التي قام بها، وكان يمكن أن تمر مرور الكرام لو لم يبادر هو إلى تظهيرها بتغريداته عبر «تويتر» ونشره صور مشاركته، متباهياً بــ»الفتح العظيم»، وقيل له إن «شهداء مجزرة قانا جلهم من الأطفال والنساء، وهي جريمة تنم عن إرهاب دولة منظم، وهذا أمر لن ينساه اللبنانيون كون الجرائم الإسرائيلية صارت في كتاب التاريخ الذي يدرس للأجيال».
وبرغم شخصيته التي تتسم بالعناد، وبرغم اقتراب موعد انتهاء ولايته في الجنوب، تحدث بيري بلغة اعتذارية، مبدياً الأسف «لما سببه ذلك من مس بمشاعر اللبنانيين عموماً والجنوبيين خصوصاً، فأنا لم أكن أعرف حساسية المناسبة، وكقائد لقوات اليونيفيل ألبي الدعوات وأزور الجانب الآخر من الحدود، كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بين وقت وآخر، وكل هدفي هو الإبقاء على تواصل مع كل الأطراف، لما فيه مصلحة دورنا ومهمتنا».
مايكل بيري: سأتجاوب مع طلب حكومة لبنان تحريك اللجنة الثلاثية حول الحدود


ما حمله قائد اليونيفيل أيضاً الى القيادات اللبنانية أنه «يسعى الى الحفاظ على الاستقرار، لأن هناك عوامل كثيرة تفرض بقاء هذا الاستقرار، لا بل تثبيته أكثر في الجنوب. فالتطورات على صعيد المنطقة تقلقنا، وهمنا الأساسي عدم حصول أي مضاعفات سلبية على طول الحدود الجنوبية، وخصوصاً في ضوء الوضع القابل للانفجار في غزة وعشية نقل السفارة الأميركية الى القدس واحتمال انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي مع إيران، وصولاً الى ما يمكن أن يحصل في ذكرى النكبة (يوم العودة)، ونحن لدينا الكثير من المخاوف، لكننا قررنا أن تكون قواتنا على أقصى درجات اليقظة والحذر لاستباق أي تطور ولمنع حصول أي شيء يعكر الهدوء السائد على طول الحدود الجنوبية».
لفت بيري الى أن «قيادة اليونيفيل على تواصل دائم مع الجانب الإسرائيلي، حتى لا تقدم تل أبيب على أي أمر عند الخط الأزرق قد يؤثر على الاستقرار، وأبلغناهم أن أي أمر يجب تنسيقه مسبقاً منعاً لحصول أي خلل، ونحن نثني على التعاون الكامل والآني من قبل الجيش اللبناني الذي يتمتع بمسؤولية عالية جداً».
أبدى بيري «تجاوباً مع ما تطلبه حكومة لبنان لجهة إعادة تحريك عمل اللجنة الثلاثية في متابعة النقاط الـ 13 المتنازع عليها حدودياً (في البر)، ونحن سنتابع مساعينا التي تصب في هذا الاتجاه، كون الحدود البرية من مسؤوليتنا وتدخل ضمن القرار 1701، أما الحدود البحرية فهي خارجة عن سلطة اليونيفيل وغير مشمولة بولايتنا».
تناول بيري نتائج مؤتمر روما 2 لدعم الجيش اللبناني وباقي القوى الأمنية، قائلاً «نحن مرتاحون جداً لما تحقق في خلال هذا المؤتمر، كونه سيرفع من مستوى قدرات الجيش الذي أثبت حرفية عالية من ضمن الإمكانيات المتوافرة في حفظ الاستقرار ومحاربة الإرهاب». وسجل بيري في ختام لقاءاته «ارتياحه الكبير أيضاً لقرار قيادة الجيش في إنشاء الفوج النموذجي في الجنوب والذي باشرت العمل على تشكيله وفق تدريبات وقدرات عالية»، وقال «نحن مشجعون وداعمون لهذا القرار».