في برقية بعث بها السفير الإماراتي في لبنان إلى أبو ظبي يوم 30/10/2017، تظهر مشاركة الشامسي في تحريض سلطات بلاده على الرئيس سعد الحريري، من خلال تضخيم حجم خطوة تعيين سفير لبناني جديد في دمشق. وفي ما يأتي نص البرقية:* أثار توقيع رئيس الحكومة سعد الحريري على قرار تعيين سفير لبناني جديد لدى النظام السوري جدلاً سياسياً واسعاً، حتى عاد البعض الى اتهام الحريري بأنه يسعى الى تسليف مواقف للنظام السوري، بهدف موافقته على الحصول على حصة من إعادة إعمار سوريا، ويستند هؤلاء الى الوضع المالي الضاغط الذي يعشيه الحريري.

وثيقة


ولكن عطفاً على تقريري السابق بتاريخ 24/10/2017 حول موقف حزب القوات اللبنانية من التطورات في لبنان وتلويحه باستقالة وزرائه، فإن المفاجأة أن خطوة بهذا الحجم لم تدفع القوات الى تنفيذ تهديداتها، ما يعني أن موقفها مرتبط بالأداء الداخلي للحكومة.
* لا شك في أن الخطوة الجديدة تعتبر خطوة على طريق التطبيع مع النظام السوري، فيما معارضو الحريري يتهمونه بأنه يتخلى عن ثوابته لصالح مصالحه، سواء للاستمرار في السلطة في لبنان، أو للحصول على الاموال من خلال إعادة إعمار سوريا، بينما يرى الحريري أنه يتعاطى بواقعية، أولاً سياسة الدولة تفرض الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول، وثانياً العلاقة تكون مرتكزة على أساس أنها بين دولتين ذواتَي سيادة. واكثر من ذلك، هناك من يشير الى أن الحريري ينظر بواقعية إلى الوضع، ويرى ان الكثير من الدول تسعى إلى إعادة العلاقة مع النظام السوري.
* الأكيد ان خطوة تعيين السفير الجديد قد تمت بضغط من حزب الله، الذي يستمر في الضغط لأجل تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا، مستعجلاً إعلان انتصاره لصالح هذا الخيار، وفرض هذا الانتصار على الافرقاء اللبنانيين المناهضين للنظام. وضغط حزب الله سيستمر أكثر فأكثر في الفترة المقبلة، لأجل تعزيز التنسيق بين البلدين من بوابة إعادة اللاجئين السوريين الى الاراضي السورية.
* في مقابل ذلك، لجأ الحريري الى خطوة موازية، وهي إرساله رسالة الى موسكو عبر السفارة الروسية في بيروت، تطلب من الرئيس الروسي التدخل للعمل على إعادة اللاجئين السوريين الى مناطق خفض التصعيد، وهذه الخطوة أرادها الحريري كي لا يظهر مجدداً أنه ينصاع لإرادة حزب الله، أو أن عملية إعادة اللاجئين تحصل وفق إرادة النظام السوري والتطبيع معه.
* من الواضح أن مواقف الحريري لا تحظى برضى سعودي، إذ إن التباعد في الرؤى واضح بين الطرفين، وهذا ما تجلى أخيراً في تغريدة الوزير ثامر السبهان، التي انتقد فيها صمت الحكومة اللبنانية عن كل ما يقوم به حزب الله.
* كل ذلك يحصل بالتزامن مع التصعيد الأميركي ضد إيران وحزب الله من خلال فرض عقوبات على الطرفين، لكن تأثيرات هذه العقوبات هي على المدى الطويل وليس الآن.
د. حمد سعيد الشامسي
السفير
التاريخ 30/10/2017