قبل أيامٍ، زار الوزير جبران باسيل بلدة داعل (حيث أغلب الناخبين من الطائفة الشيعية) في قضاء البترون. زيارة «غير دبلوماسية» من وزير الخارجية اللبنانية. فأثناء إعداد القهوة لباسيل، دخل مرافقوه إلى المطبخ لمراقبة إعدادها. ويقول بعض الحاضرين إنّ المرافقين فرضوا على مُعدّي القهوة تذوّقها قبل أن يتم تقديمها لباسيل. اعتبر المستضيفون هذا التصرّف «اتهاماً» لهم بأنّهم يريدون التسبّب في أذية معاليه، وقد أثار استياءهم، علماً بأنّ داعل أعطت باسيل خلال دورة الـ٢٠٠٩ النيابية ما نسبته ٩٩٪ من الأصوات (٩٢ صوتاً من أصل ٩٣). مصادر مُقرّبة من المُرشح في قضاء البترون أكدّت أنّ دخول المرافقين إلى المطبخ لم يكن بتعليمات من الوزير، وقد فُسّر ما حصل على غير حقيقته.«الثأر» لداعل أتى في بلدة راشكيدا البترونية، التي زارها باسيل بعد جولته في داعل. خالف أبناء راشكيدا (حصل فيها باسيل في انتخابات الـ٢٠٠٩ على ٣٣٢ صوتاً من أصل ٣٤٧، أي ما نسبته ٩٦٪)، أصول الضيافة مع باسيل. فخلال ساعة، تقريباً، أمضاها باسيل في قاعة الزهراء في البلدة، «حُجبت» القهوة عن باسيل، ردّاً على استفزاز مرافقيه لأهالي داعل. وذلك على العكس من الاستقبال المُميّز الذي حظي به النائب بطرس حرب، الذي غادر القاعة قبل وصول باسيل. وكان باسيل قد انزعج من وجود أشخاص رفعوا رايات حركة أمل في راشكيدا، ووضعوا صور رئيس مجلس النواب نبيه برّي على مداخل البلدة. وقد سمع باسيل كلاماً من الأهالي: «بلدتنا كانت وفية معك، أنت من لم يكن وفياً».
عتب الأهالي في داعل وراشكيدا على باسيل ليس سياسياً، بل سببه طريقة التعامل معهم من قبل رئيس التيار الوطني الحرّ. يقول مسؤول في فريق ٨ آذار إنّ باسيل «لا يُقيم وزناً للسكان هناك، لا خدماتياً ولا سياسياً، لاعتباره أنّ أبناء داعل وراشكيدا سيُنفّذون في النهاية ما تطلبه منهم قيادتا حزب الله وحركة أمل». لا يُمكن باسيل الرهان كثيراً على ذلك في الدورة الحالية، أولاً «لأنّ القرار لم يُحسم بعد لأي لائحة ستذهب الأصوات. وثانياً، لأنه حتى ولو قرّر حزب الله منح أصواته في البترون لباسيل، فإن أنصار حركة أمل سيختارون لائحة تيار المردة».