للمرة الأولى منذ عام 1992، شكّل دمج قضاءي صور والزهراني في دائرة واحدة، وعلى أساس القانون النسبي، فرصة لمسيحيي صور للتصويت للمرشح عن المقعد الكاثوليكي في الزهراني، وبالتالي احتمال رفع نسبة المشاركة في الاقتراع وصولاً إلى الرقم 37 ألفاً، علماً بأن الصوت التفضيلي سيكون محكوماً بمعادلة القضاء، أي إن ناخبي صور لن يكون بمقدورهم منح صوتهم التفضيلي لمرشح عن قضاء الزهراني، والعكس صحيح.
أما دمج أقضية بنت جبيل ومرجعيون ــ حاصبيا والنبطية، فإنه يسمح أيضاً لمسيحيي النبطية وبنت جبيل بالمشاركة في التصويت للمقعد الأرثوذكسي في مرجعيون ــ حاصبيا ومن شأنه أن يرفع عدد الناخبين المسيحيين في الدائرة إلى حوالى 45 الفاً، ولو أن معادلة الصوت التفضيلي تبقى حصرية بالناخبين المسيحيين في قضاء مرجعيون ــ حاصبيا وحدها، لكن رغم تلك القوة التجييرية في الدائرتين، فإنها لا ترفع نسبة تأثير الناخبين المسيحيين بالمقارنة مع الطوائف الأخرى؛ ففي دائرة الجنوب الثانية (صور والزهراني وقرى قضاء صيدا)، تبلغ نسبة التأثير المسيحي 13 في المئة، وفي الجنوب الثالثة (النبطية وبنت جبيل ومرجعيون ــ حاصبيا) تبلغ نسبة التأثير المسيحي 10 في المئة. هذا على الورق، أما واقعياً، فلا يمكن تجاهل عوامل الهجرة والنزوح.
خلال الأسبوع الفائت، استقبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عدداً من المرشحين الجنوبيين المستقلين الذين ينوون خوض الانتخابات ضد لائحة حزب الله وحركة أمل.

«الشيوعي»: قررنا عدم التحالف مع قوى مشاركة في السلطة


بحسب مشاركين في اللقاء، قررت قيادة التيار الحر العزوف عن ترشيح حزبيين للمقعد الكاثوليكي في «الجنوب الثانية» والمقعد الأرثوذكسي في «الجنوب الثالثة». أما السبب، فهو عدم التصادم مع خيارات حزب الله وأمل اللذين يملكان قوة تأثير هي الأكبر في الدائرتين. لذلك، «تم الاتفاق بين باسيل والمرشحين المعترضين على أن يجيّر التيار أصواته لمصلحة اللائحة الاعتراضية التي من المفترض أن تضم الحزب الشيوعي اللبناني وقوى أخرى وشخصيات مستقلة»، على حدّ تعبير أحد المشاركين في الاجتماع المذكور.
في هذا السياق، تبلغ المرشح المستقل عن المقعد الشيعي في مرجعيون ــ حاصبيا، عباس شرف الدين، من قيادة التيار الحر، دعم ترشيحه. وعلى هذا النحو، تبلغ مرشح الحزب الشيوعي عن المقعد الشيعي في بنت جبيل الطبيب أحمد مراد دعم العونيين له. وفي هذا السياق، أوضح القيادي في الحزب الشيوعي ومنسّق اللجنة الانتخابية لقوى الاعتراض في قضاء حاصبيا ــ مرجعيون حسين كريم لـ«الأخبار» أن الحزب الشيوعي والتيار الحر في الجنوب عقدا أكثر من جلسة ولكنهما لم يتوصلا إلى أي اتفاق. وقال إن العونيين «يملكون قوة تأثير في القرى المسيحية فقط، وهذا لا يكفي لتشكيل لائحة أو فرض مرشحين حزبيين»، علماً بأن القيادة المركزية للحزب الشيوعي توافقت على عدم التحالف مع قوى مشاركة في السلطة.
وهل سيدعم التيار الحر اللوائح الاعتراضية في الجنوب؟ يجيب كريم: «في الاتحاد قوة». أما عباس شرف الدين، فيقول لـ«الأخبار» إنه قدم مبادرة لتجميع قوى الاعتراض في لائحة واحدة من جهة وتقريب وجهات النظر بين العونيين وقوى الاعتراض من جهة أخرى، وذلك من أجل التوصل إلى تفاهمات انتخابية تمكّن من خرق لائحة السلطة. وأوضح أن التيار ليس لديه مرشح حزبي في هذه الانتخابات، رغم وجود منسّقين لديه، واحد في كل من النبطية ومرجعيون ــ حاصبيا، واثنين في بنت جبيل.
في هذه الأثناء، يواصل الحزب الشيوعي رحلة سياسية تهدف إلى توحيد قوى الاعتراض في لائحة واحدة. ويبدو أن المحاولات التي بذلت في الأيام الأخيرة أثمرت في «الجنوب الثالثة». في اللقاء التشاوري الأول الذي عقدته «قوى الاعتراض والتغيير الديموقراطي» في النبطية أمس، سجلت مشاركة الجزء الأكبر من المرشحين المعترضين «الذين أبدوا استعدادهم لوضع أنفسهم بخدمة اللائحة»، فضلاً عن مشاركة مجموعة «بدنا نحاسب» التي نفت أن تكون قد دعت إلى لقاء في الوقت نفسه. حسين كريم توقع أن ترسو بورصة اللوائح قبيل الانتخابات على ثلاث لوائح هي: لائحة حزب الله وحركة أمل، ولائحة الحزب الشيوعي وحلفائه، ولائحة أحمد الأسعد، علماً بأن «الشيوعي» لن يفرض أسماء على اللائحة، باستثناء ترشيح حزبي واحد في كل من الأقضية الثلاثة، بالإضافة إلى تسمية المرشح عن المقعد الأرثوذكسي الذي يرجّح أن يكون الياس جرادي.