فتّش عن الانتخابات. من هذه الزاوية، يمكن «تفهّم» التعميم الصادر عن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان، وفيه يطلب من مشايخ عاصمة الجنوب أن يتناولوا في خطب الجمعة (اليوم) قانون العفو العام المنوي إصداره «على أن يشمل كل الموقوفين الإسلاميين بالكامل والشامل، والتأكيد على وحدة اللبنانيين ونبذ الفتنة الطائفية والمذهبية». تعميم سوسان ليس تعميماً صادراً عن دار الفتوى، لكنه منسّق معها، حسب المقربين من دار إفتاء صيدا. لا ينفي ذلك الطابع الصيداوي، في ظل تزاحم بعض مرجعيات المدينة على إثارة ملف الإسلاميين على مسافة أكثر من شهرين من الانتخابات النيابية.
بعد معركة عبرا وسيطرة الجيش على مجمع الشيخ أحمد الأسير، انبرت مجموعة تطلق على نفسها اسم «أصوات أحرار صيدا» (أنصار الأسير) ومعها الجماعة الإسلامية، لإثارة قضية «الأسيريين» وجعلهم جزءاً من ملف الموقوفين الإسلاميين، في حين التزمت النائبة بهية الحريري الصمت في مواجهة ملف الموقوفين الصيداويين، ولا سيما بعد نقل جزء منهم إلى سجن جزين، بعدما كانت قد تبنته منذ بداياته وظلّت على تماس مباشر معه من خلال عدد من رموز لجنة الأهالي.
مع الوقت، تحول الملف إلى «هايد بارك» تتجاذبه القوى التي تدعي تمثيل «أهل السنة في عاصمة الجنوب»، قبل أن ينبري الرئيس سعد الحريري لإعلان دعمه للعفو العام، ويبادر تيار المستقبل في صيدا إلى التحرك «على المكشوف»، للمرة الأولى منذ إثارة الملف صيداوياً.

«الجماعة» و«أحرار
صيدا» يرفعان شعار العفو العام

ومن المقرر أن ينظم أهالي الموقوفين من جماعة الأسير، اليوم، اعتصاماً أمام مسجد الصديق المحاذي لدار إفتاء صيدا، وسيكون في مقدمة الحاضرين والمتحدثين المفتي سليم سوسان الذي تمنى على زملائه المعممين من أئمة المساجد تقصير مدة خطبهم «لكي يتسنى لكم المشاركة في الاعتصام». التعميم أتى بعد يوم واحد من استقبال سوسان وفداً من أهالي الموقوفين في مكتبه، شكوا له من تدهور صحة الأسير، وهو الأمر الذي نفته مصادر أمنية رسمية معنية.
واللافت للانتباه أن تجاوب دار الإفتاء في صيدا شكل انعكاساً للإحاطة العلنية المستجدة التي وفرها سعد الحريري، والتي توفرها عمته بهية الحريري للأهالي، وفق مصادر مواكبة.
الجدير ذكره أن الحريري، خلال استقبالها أخيراً سوسان وزوجة الأسير ووفد أهالي الموقوفين، «تعهدت بإنهاء السجن الإفرادي للأسير والاهتمام بمعالجة وضعه الصحي بشكل مباشر» كما نقلت المصادر عن الحريري.
الاعتبار الانتخابي الضاغط على آل الحريري يسري على الآخرين. ففي برنامجها الانتخابي، تدرج الجماعة الإسلامية العفو العام. الجماعة التي يقدر حجم أصواتها التجييرية في صيدا بحوالى 2500 صوت، أعلنت ترشيح مسؤولها في صيدا بسام حمود عن دائرة صيدا ــ جزين. وعلى الدرب الانتخابي نفسه، تخطو مجموعة «أحرار صيدا»، رافعة شعار «أهالي الموقوفين ومظلومية أهل السنة»، بعدما تقدم رئيس المجموعة علي الشيخ عمار بأوراق ترشحه رسمياً في دائرة صيدا – جزين (تقدر المجموعة قوتها التجييرية بنحو ألفي صوت).
وفي مواجهة الخطاب الذي يحمّل آل الحريري مسؤولية «رفع الغطاء عن أحمد الأسير والقبول باعتقال شباب السنة»، وجد اللواء أشرف ريفي كوة للتسلل إلى الساحة الصيداوية و»الحرتقة» على سعد الحريري، فكان أن عزز تواصله مع «أحرار صيدا»، وأبدى دعمه للائحة التي سيشكلونها، واعداً بدعمهم انتخابياً. وفي هذا السياق، حصل تواصل بين علي الشيخ عمار وعدد من المرشحين في قضاء جزين، مثل كميل سرحال وجورج نجم، في محاولة لتركيب لائحة مشتركة.